فى اللغة تعريف الحقد هو إضمار العداوة وتربص الفرص للإيقاع بالمحقود عليه وكرهه. ويقال إن الحاقد يحقد بسبب عدم القدرة على الانتقام من شخص ضايقه أو استفزه أو سبب له عقدة، أو تفوق عليه أو نال منه أو أهانه أو لأى سبب كان، ومع ضعف حال الحاقد وعدم قدرته على الرد يتولد بداخله تلك النيران المشتعلة التى ربما قادته للعنف أو الانتقام من المحقود عليه بشتى السبل.
الحاقد غالباً لا يرضيه أى نتيجة يصل إليها، فنيران الحقد لا مطفئ لها أبداً، حتى وإن قضى المحقود عليه نحبه وفارق هذا العالم تجده سوف يحقد على وفاته وذكراه!!
الحاقد روحه ملعونة تصادق الشيطان وتوثق العهود معه، الحاقد هو نفسه الحاسد، لا يحتاج أبداً لسبب كى ينفث شروره، فروحه الغاضبة غير الراضية وعينه الخبيثة لا يملأها شىء، هو دائماً فارغ، تافه، ساخط، ناقم، مشغول بالمحقود عليه أكثر من شغله بذاته هو.
كثير من الناس يُظْلمون أو يرون أناساً يتفوقون عليهم أو ينالون حظوظاً من المعروف أكثر منهم، لكن ليس الجميع يتمنى زوال النعم من أصحابها، هو الحاقد فقط، تراه يتتبع أثرك ويقتفى خطاك، يتابع أخبارك بشغف ونهم وكأنه يلاحق روحك ليجتث منها الحياة! ويتحين الفرص للانقضاض، وغالباً ما يهجم غدراً لضعفه وخسته، فالحاقد خسيس النفس، وضيع السمعة، عاجز عن المواجهة الشريفة، وأبغض الحاقدين قاطبة من يختار خصماً قد فارق الحياة، كضبع يرقص فوق جثة أسد، ويجهل المسكين أنه لا موت الأسد سوف ينقص من اسمه وكيانه، ولا حضور الضبع يمكن أن يصلح من سمعته أو ينسى الآخرين أنه آكل للحوم الميتة! فلينل الحاقد سمعة الضباع وملامحها إذن. كم ملعونة هى كل الضباع!!
الحاقد ينبش القبور ليزوّر تاريخاً ويدلس حقائق، عله يصادف حاقدين مثله يعلمون الحق فينكرونه أو يصادف من جهل الحقيقة فيصدق كذبه.
للحاقد سمات وصفات، فالكره والشر بوجهه لا يستطيع إخفاءه، فحيح سمومه منظور ومقروء، لا تجد له سمعة طيبة ولا أصحاباً طيبين، أو محترمين، ولا يجتمع له إلا المنافقون الكاذبون، أو الخائفون منه والمتعاقدون معه على ميثاق الشر (فالشر يقع على بعضه).
إن الطيبين فى أمان ليوم الدين، ومن يتوكل على الله ويملأ الخير والعطاء قلبه لا يستطيع أى حاقد التغلب عليه أبداً،
الحسد نار تأكل صاحبها وتتركه متفحماً ومتلفحاً بحقده. أعاذنا الله وإياكم من الحقد والكذب ولؤم الضباع.