«الغربية» تشيع الضحايا.. والحمض النووى يحدد الجثث المجهولة
شيع الآلاف من أهالى قرى «النحارية» و«إسديمة» و«كليب أبيار»، والقرى المجاورة بمركز كفر الزيات بالغربية، جثامين ضحايا حادثة سيارتى البترول والميكروباص والتوك توك التى وقعت أعلى كوبرى قرية الدلجمون، دائرة المركز، وأسفرت عن تفحم 15 جثة وإصابة 4 آخرين بإصابات بالغة بعد احتراق سيارتين. وشهدت قرية النحارية، 3 مشاهد جنائزية مهيبة عقب صلاة الفجر، شيع خلالها الأهالى، جثامين 8 ضحايا من أبناء القرية بينهم خمسة جثامين من أسرة واحدة، وهم فوزية محمد جويدة 60 سنة، ربة منزل، ونجلتها بسمة صالح المرشدى 28 سنة، إبراهيم الجندى 35 سنة، سائق، (زوج الثانية)، ونجلتاهما رانيا إبراهيم الجندى 4 سنوات وشقيقتها منة 3 سنوات حيث لقوا مصرعهم أثناء عودتهم من قرية أبيار من حفل عيد ميلاد.
ووصلت جثتا (عزيزة الخولى 34 سنة ربة منزل، أحمد خضر 17 سنة طالب) إلى القرية، ظهر أمس، بعد تعرف أهلهما على هويتهما، وقام الأهالى بتشييع جثمانيهما من مسجد الشيخ سلوم، عقب صلاة الظهر، وما إن انتهوا من دفن جثامين الضحيتين، حتى أذاعت مكبرات الصوت بمساجد القرية خبر وصول جثمان الضحية الثامنة والأخيرة، عماد عاقول، 35 سنة، ما دفع الأهالى للعودة مرة أخرى لمسجد أبوسلوم لتأدية صلاة الجنازة على الجثمان والتوجه للمقابر مرة أخرى للمرة الثالثة فى يوم واحد.
وشيعت قرية إسديمة، جثامين أربعة من ضحايا الحاث الأليم وهم (أمينة مجاهد 50 سنة ربة منزل، ونجلتها ندى ياسر 17 سنة، طالبة، يسرى عبدالقادر 45 سنة، هدى زكريا)، وشارك فى المراسم الآلاف من الأهالى وسط حالة من الحزن والأسى الذى خيم على جميع أهالى القرية.
كما قام أهالى قرية أبيار، مساء أمس، بتشييع جثمان الضحيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة وهما (شوقى توفيق 27 سنة، عامل، محمد قطب، عريف شرطة) واللذين تم التعرف عليهما عن طريق الحمض النووى (DNA) والذى ساعد فى تحديد هويتهما نظراً لتفحمهما بشكل كامل، الأمر الذى صعب التعرف عليهما. وشهدت أروقة الطب الشرعى، مشادة كلامية كادت تصل للتشاجر بين أهالى قريتين (النحارية وإسديمة) بسبب عدم تمكن الطبيب الشرعى من التحديد بشكل دقيق على جثة يسرى عبدالقادر ابن قرية إسديمة، وعماد عاقول ابن قرية النحارية وذلك نظراً لتفحمهما بشكل كامل وتناثر أشلائهما وهو ما يصعب من أخذ عينة سائل الحمض النووى من الجثتين، وتدخل عقلاء القريتين وتمت تهدئة الأجواء والسيطرة على الموقف وتمكنت كل أسرة من التعرف على نجلها الضحية وأخذه ودفنه بمقابر العائلة.
وأكد جميل الجندى، شقيق الضحية إبراهيم، من قرية النحارية، أن شقيقه كان يعمل فى الخارج بدولة قطر لمدة 6 سنوات وعاد منذ ستة أشهر وقام بشراء سيارة «ميكروباص» لتحقيق حمله الذى كان يحلم به منذ صغره لكنه لم يدرك أن هذا الحلم سيكون سبب وفاته هو وأسرته (زوجته ونجليهما بالإضافة لحماته).
فيما أشار مؤمن القاضى، من سكان قرية الضحايا الثمانية، إلى أن الأهالى لم تذق طعم النوم، بعد علمهم بالحادث المؤلم منذ مساء أمس الأول.