ارتفعت درجة حرارة الأحداث السياسية فى دول الخليج العربى مؤخراً وأصبحنا أمام أخطار متنوعة يصعب معالجتها بدفع المزيد من الأموال والبترول والغاز، كما كان يحدث فى الأزمات السابقة لتهدئة الأمور واحتواء الأزمات.. وتحولت كل دول الخليج الآمنة المستقرة إلى ساحة لتصارع المصالح الخارجية والمباريات الماكرة والتضاغطات العلنية والسرية ليس على المواطن العربى فقط وإنما على الحكام الخليجيين أنفسهم.. وباستثناء سلطنة عمان.. تنهمر علينا الأخبار يومياً عن قيادات دول الخليج العربى وما يحدث من صراع وأزمات.. وحتى صحف وقنوات دول الخليج ذاتها تبرز هذه الحالة السلبية!!
الظرف العام ضاغط، فهناك الحرب فى اليمن، التى قدر لها ستة أشهر ومستمرة لأكثر من 3 سنوات ولا يبدو لها نهاية مع زيادة أعداد الجوعى (14 مليون يمنى بتقديرات الأمم المتحدة) وتصلب مواقف المتحاربين بلا معنى.. والمناكفة القطرية على قيادة المنطقة، التى تحولت لحصار اقتصادى وسياسى متصاعد ضد قطر وعداء بين الأشقاء ينتشر ويتوغل فى العالم بلا أفق للتفاهم.. كما وجدنا دول الخليج تحولت إلى بقرة حلوب فى تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب.. فى الوقت الذى تصاعدت فيه الخلافات بين إيران ودول الخليج لأسباب سياسية ويحاول البعض تحويلها لحرب طائفية.. وروسيا والصين أصبحا فاعلين داخل البيت الخليجى يبحثان عن مصالحهما وترسيخ مواقعهما فى المنطقة بعد غياب طويل سيطر فيه النفوذ الغربى.. وتركيا تحلم بنهب القوة والثروة من العرب وإعادة السلطنة العثمانية الفاشلة.. ونرى بوضوح التوتر المتصاعد بدول الخليج بين من مع النظام السورى ومن ضده.. كما تضغط مجموعات المصالح القوية، التى دعمت جماعات إرهابية على قيادات خليجية لاستمرار دعمها وإلا الفضح والابتزاز.. وأصبح البترول والغاز الخليجى محور المطامع الخارجية مع ضعف القدرة على احتواء الأزمات وتراكمها.. ونخشى من إشعال النيران فى النظام السياسى الخليجى والفوضى دون بدائل سياسية أو اجتماعية واضحة تحرص على شعبنا العربى فى دول الخليج وتواجه مؤامرات استنزافه وتحقق العدالة والديمقراطية والاستقرار.. ولا بديل عن تنفيذ الاقتراح المصرى قبل عامين بإنشاء قوة عربية عسكرية واقتصادية وبسرعة لمواجهة الأخطار.
اللهم قد بلغت.. والله غالب