بيزنس دورات «العلاج النفسى»: إزاى تقنع المتدربين إنك بتقول كلام مهم؟!
لافتة ترويجية لإحدى دورات العلاج النفسى
لم يعد الطب النفسى له قدسيته وخصوصيته فى ظل دخلاء يحاولون الترويج لدورات «نفسية» بمسميات مختلفة، تحاول تقديم المشورة للأفراد تحت اسم العلاج النفسى والسلوكى، بصرف النظر عن مدى أهليتهم للعب هذا الدور ومؤهلاتهم العلمية، أو حتى حملهم لمناهج علمية معتمدة تفيد المواطنين.
«تقنيات العلاج بخط الزمن»، «دورة الوعى الأنثوى»، «اكتشاف الذات وتجديد الذهن بالتمثيل»، «علاج النفس البشرية بالطاقة».. هى أسماء دورات انتشرت فى الآونة الأخيرة، تنوه عن اسم المحاضر باعتباره مدرباً أو استشارياً نفسياً، مع التأكيد على أن الشهادة معتمدة من الخارج، وأن الشخص الذى سيحصل على تلك الدورة ستتغير حياته إلى الأفضل، نظير مبالغ مادية ليست بالقليلة!
«العلاج النفسى بخط الزمن» دورة ينظمها أحد مراكز التنمية، وتحاضر فيها هند دهشان، استشارى معتمد من الجمعية الدولية للدلالات العصبية، وعن مهمتها قالت: «لم أدّعِ أنى طبيبة نفسية، لكننى مدربة حصلت على كثير من الدورات فى مجال الطاقة والبرمجة النفسية والعصبية، وبالنسبة للعلاج بتقنيات خط الزمن، فهو علم قد يثير الدهشة، وهناك من يهاجمونه ويرفضونه لمجرد اسمه، دون معرفة أنه منهج أمريكى مهم، وله تأثيرات إيجابية».
وبحسب «هند» هذا العلاج يعود إلى شخص يُدعى «جيمس»، وهو عبارة عن سلسلة من التقنيات التى تعمل على نظام تخزين الذاكرة الطبيعى للعقل، لتغيير التصور الخاص بالماضى والحاضر والمستقبل، فهو وسيلة فعالة لسرعة التخلص من المشاعر المؤلمة غير المرغوب فيها، مثل الغضب والخوف والحزن والشعور بالذنب، كما يساعد على التحرر من المعتقدات والقرارات السلبية التى تمنع الوصول لحياة أفضل، فضلاً عن إعادة برمجة الماضى، ووضع أهداف مستقبلية».
غياب الثقافة هو سبب انتشار تلك العلاجات المزيفة، وفقاً للدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، مؤكداً اعتياد أصحابها على الهروب من الرقابة القانونية: «نقابة الأطباء ماتقدرش للأسف تمنعهم، لأنهم حال التفتيش عليهم يؤكدون أنهم لم ينتحلوا لقب طبيب، ولم يضعوا لافتة تشير إلى نمط عملهم، وبالتالى لم يمسوا نقابة الأطباء فى شىء».
وهاجم «فرويز» من يحاضرون فى تلك الدورات من الشباب على وجه التحديد: «للأسف هما عارفين إنها دورات مزيفة وأى كلام، لكنهم يصرون عليها سعياً إلى البرستيج والمنصب، نقدر نقول ببساطة محاولة لتحقيق إنجاز مزيف ببلاش وسهولة».