• حينما تكون وزيراً للداخلية فى مصر، ويقع انفجار فى مديرية أمن القاهرة -لو طالها بحق لشطرها نصفين- فتخرج بيانات وزارتك علينا لتقول إن الحادث وقع نتيجة ترك سيارة مفخخة لمدة ثلاث دقائق ونصف الدقيقة فقط، وأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان والله يرحم من ذهب! ثم نكتشف بعدها أن السيارة قابعة فى مكانها لمدة تزيد على ثلاث ساعات ونصف الساعة دون أن يبحث «بنى آدم» عن سبب الوقوف!! فنحن فى كارثة، لا لأن الوزير ورجاله لم يلتفتوا فقط للسيارة، ولكن لأن بيانات الوزارة كاذبة خدعت الرأى العام عن عمد، ولم تعاقب المسئولين عن الحادث بما يتناسب وحجم الإهمال.
السيد وزير الداخلية.. استقِل يرحمك الله، قلتها ألف مرة «نحتاج رؤية أمنية تقود التطوير فى العقل قبل السلاح».
• وحينما تسيطر علينا فى الإعلام كلمة «انفراد» فيصير السبق الصحفى والتليفزيونى مجرد شهوة لا هدف منها سوى جنى الإعلان لا الإعلام دون مصلحة الوطن، فنحن فى أزمة أخرى لا تبررها مهام الإعلام فى الإخبار وحسب، أو أن القاعدة فى الخبر ليست فى أن كلبا عض رجلا بل فى رجل عض كلبا!! فلو أن كل رجل عض كلبا بات قصة إعلامية لأصيب الشعب بداء السُعار، ولانتهكت آدميتنا وتاه معها المعنى الحقيقى للإعلام المراد من النشر بتحقيق الفهم!
أستاذنا مجدى الجلاد.. كفاية «انفرادات» نحتاج للفهم الواعى.
• وحينما ينقسم المصريون بين عاشق لتسريبات عبدالرحيم على اللوذعية لأنها تشفى غليل من يرى أنه خُدع باسم ثورة أنهت فساداً -حتى لو لم تحقق هدفها- ومبررين لأفعال وأقوال المشير السيسى من كل حدب ولون -تأييدا ونفاقا ومصلحة- بشكل يفقد الرجل بلا ذنب منه مصداقيته، وبين مريدى باسم يوسف من جانب آخر، فيرون فى برنامجه ثأرا من الفريق الثانى وفى كلماته المُسفة أحيانا انتصارا لهم على عبدة البيادة وأن باسم لم يخذلهم!! فغطونى وصوتوا عليّا، واعلموا أننا على حافة هاوية وأن المحروسة تحارب حربا حقيقية تحتاج فيها أن يكون كل منا جنديا فى مكانه، دون الحاجة لإعلام الطبل والصاجات والزمر من كلا الجانبين. وأدركوا أن العمر لحظة بمعنى الكلمة لا تحمل سوى عنوانا واحداً: «نكون أو لا نكون»؛ فأفيقوا يرحمكم الله.
• وحينما تسمع تصريحات حزب مصر القوية باتخاذه قرار ترشح أبوالفتوح فى الانتخابات رغم نفى الرجل من عدة أيام نيته للترشح، فلا تندهش أو تتعجب واعلم أن عبدالمنعم هو من رفض الترشح ولكن أبوالفتوح هو من خالفه فى القرار!! وأن مُجدد تنظيم الإخوان وباعثه للحياة فى السبعينات ما زال يحلم بالتوطين الكامل للجماعة فى المجتمع. وما زال يؤمن أن بمقدوره العودة مستغلاً ارتباك المرحلة وما شابها من أخطاء برادعوية وببلاوية وداخلية وخارجية وإعلامية فجة.
• وحينما تنظر لمؤتمر «جنيف 2» وترى فشله فى تحقيق أى جديد لرفع المعاناة عن إخوتنا فى العروبة وكف الأذى عن سوريا الوطن شقيقة الوحدة، فاسأل نفسك مرارا وتكرارا كم «جنيف» تحتاج حمص وحلب وشبعا لترفع عنها ركام الحرب الدائرة منذ 3 سنوات؟ واذكر جيشاً حماك من مصير مُشابه، فادعُ لرجال لا تعرفهم بظهر الغيب أن يبقوا لنا سالمين.
• وحينما تعرف أن مشروع تطوير محور قناة السويس يدخل المتاهة بسبب البيروقراطية المصرية وتصارع المصالح والمناصب فاعلم أن تلك هى الليلة الكبيرة فى المولد، وأنه لا يمكن أن نصمت على قلة حيلة الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والمشرف على المشروع قانوناً لأنه إداريا لا يحمل لقب نائب رئيس وزراء! فى الوقت الذى ينعم فيه شيخ الأزهر -مع كل التقدير- بدرجة رئيس وزراء!!
يا رب ارحمنا.