مع انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم فى مصر وجدنا اهتماماً جماهيرياً مصرياً وأفريقياً وعربياً ودولياً واسعاً بمتابعة الأحداث الأفريقية الرياضية والاجتماعية والثقافية، وهو واقع حالة مستمرة تصاحب البطولات الرياضية الكبرى فى العالم.. وتستفيد الدول المضيفة للبطولة دائماً من هذا الاهتمام الزمنى المحدود لتعمق لدى المهتمين المزيد من الفهم والمعرفة بظروف المكان الذى تقام فيه البطولة، ما يرسخ حالة مستمرة من التواصل الإنسانى مع الحدث وذكرياته وينعكس فى صور ذهنية إيجابية لدى الجمهور تساعد فى ترويج اسم وثقافة وسياحة البلد.
وفى حالتنا يجب أن نهتم بتنفيذ الخطط الإعلامية المتنوعة والإبداعية للترويج لمصر على المستوى الرياضى والثقافى والاجتماعى والسياحى والفنى والأدبى والإعلامى جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالنشر عن دول أفريقيا ولاعبيها، عبر تقديم واقع حى عن ثقافة وعادات وتقاليد ومميزات كل دولة أفريقية ارتباطاً بتاريخ اللاعب اجتماعياً وأين ولد وتعلم وتدرب وغيرها.. وبذلك نكون قد حققنا عدة أهداف فى تغطياتنا الصحفية والإعلامية، أولها تميز دور مصر التى تقود الاتحاد الأفريقى فى تناولها للحدث الرياضى المهم، وتعريف الجمهور بأفريقيا ثقافياً واجتماعياً من خلال اللاعبين، وتعميق ارتباط الأفارقة بمصر وجمهورها وتطورها الحضارى.
وقد رأينا فى أحداث رياضية سابقة الاهتمام بالحدث الرياضى فقط والمشاحنات والمنافسات والزج بالصراعات السياسية، وهو ما لم يكن له العائد الإنسانى المطلوب.. بل إن البعض اندفع فى حماسة التشجيع بعيداً عن الأداء الرياضى وتعامل مع المباراة كونها معركة وصداماً.. وقد ترتب على ذلك عداءات غير مبررة بين الدول ومصادمات بين الجمهور واللاعبين مرفوضة شكلاً وموضوعاً.. ولم يستفد منها أحد بل أصبحت وصمة عار فى تاريخ الإعلاميين واللاعبين والمسئولين الرياضيين الذين أشعلوا الصراع لأهداف شخصية مجنونة.. يجب أن يدرك القائمون بالاتصال من الزملاء الصحفيين والإعلاميين أن مصر الأفريقية تقدم نموذجاً راقياً وحضارياً للتواصل الإنسانى بين الشعوب، وإذا أجدنا فى صناعة رسائل إعلامية رياضية واجتماعية وثقافية عن الدول الأفريقية واللاعبين سوف نحقق نتائج إنسانية مبهرة وممتدة المفعول إنسانياً وإعلامياً لصالح أفريقيا ومصر والرياضة.. والله غالب.