الدكتور عبدالمنعم فؤاد، هو الموكل إليه أخطر ملف فى المشيخة، ملف الإشراف على أروقة الأزهر، التى يدرس فيها المئات من المصريين والوافدين، كما أنه عضو بمجلس تحرير مجلة الأزهر، وخطيب بالجامع الأزهر.
وإننا إذ نقدِّر شخص الدكتور، ونُكن له كل احترام، ولكن لا نريد أن تكون هناك ثغرة ينتهزها البعض للإساءة إلى الأزهر الشريف أو شيخه الأكبر، خاصة أن ثغرة كهذه مرتبطة بتدعيم أو ثناء شخصية أزهرية على جماعة منحرفة معادية للوطن كالإخوان، أو دعوته لإسقاط الجيش إنما هى من الخطورة بمكان، وقد تكرر هذا الأمر، وسبب إحراجاً بالغاً للمؤسسة الدينية، وآخر ذلك نموذج الدكتور عطا السنباطى، ومن ثمَّ فإننا نتقدم بعدد من الأسئلة حول صحة تدعيم وثناء الدكتور «عبدالمنعم» على الإخوان، ودعوته لإسقاط الجيش، نحن نسأل ولا نتهم، لدينا أسئلة محيرة عليها شواهد متعددة تجعل طرحها ضرورياً ومُلحَّا.
لقد وجدت على صفحته على الفيس -حتى وقت كتابة هذه السطورة- تلك العبارة فى الدعوة لإسقاط الجيش: «خير أجناد الأرض هو العجوز الموجود فى «رابعة» الذى يقفز حين يسمع صوت الطائرة لينظر إليها بتحدٍ هاتفاً: يسقط يسقط حكم العسكر»!، وأيضاً: «ممكن تكون خير أجناد الأرض ولم تلبس بدلة عسكرية ولا بيادة، خير أجناد الأرض فى الشوارع، وليسوا فى نوادى القوات المسلحة».
وفى فيديو من استديو قناة «الخليجية» يمتدح فيه الإخوان، ودستورَهم، وصلاتهم ووجوهَهم، وأيديهم، وأرجلَهم!!، يقول ما نصه: «واللهِ واللهِ وأقسمُ بالله.. الوجوهُ المتوضئة التى رأيتها فخر لمصر.. وجوهٌ متوضئة لم تفتها صلاة الفجر، واصلوا العمل حتى أشرق الفجر، وأشرقت معه أضواء الدستور.. أيديهم إلى الخير سبَّاقة.. أقدامُهم عن الشر بعيدة.. رأيتُ وجوهاً إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تُليت عليهم آياتُه زادتهم إيماناً.. فقلت عظيمة يا مصر.. أقول هذا الكلام لأننى أرى عملاء يتصدرون الصفوف فى بلدنا، ليجعلوا الفتن والنيران تشتعل.. جماعة (يقصد المعارضين للإخوان) لم تُغسل وجوههم بماء الوضوء مع أنهم يقولون «لا إله إلا الله»، نحن لا نكفرهم، لكنهم يدافعون عن اليهود والموسيقى والغرب (هكذا يُسوِّى بين الدفاع عن اليهود والدفاع عن الموسيقى)، يريدون وقف من يقول لا إله إلى الله.. يطلبون من الغرب التدخل لوقف الذين يريدون إخراج مصر من ظلمات الجهالة إلى نور الله.. من الفساد إلى العدل والحرية والإخاء).
انظر هذا الرابط:https: //www.youtube.com/watch?v=1eb - vcD9Yzk&fbclid=IwAR0-ZbaGdk79oRFQegbWReNSaSU6iVwVDtbOdYmZ9vpQ-nvBvDwTRyZ5iv8
نعلم أن أشخاصاً كانوا منتمين إلى التيارات المنحرفة ثم تغير رأيُهم تماماً، لكن الفرق بينهم وبينه يتمثل فى أمرين؛ الأول: أن هؤلاء اعترافوا بأفكارهم المنحرفة، وأعلنوا تراجعهم عنها، وصححوها، فكان فعلهم ممدوحاً محموداً لا غبار عليه، وهو ما لم يفعله سعادته.
الثانى: أن المناصب التى فيها الدكتور مهمتها الأصلية مواجهة الأفكار التى كتبها على صفحته!!، وفى هذا تناقض شديد غريب ملغز، من شأنه تصديق ما يروجه البعض من أن الأزهريين «علماء سلطة»، ويقولون ما يخدم مصالحهم حسب الأوضاع، والأزهر برىء من هذه التهمة، لكنها تظل ثغرةً كبيرة يسببها المحيطين بالإمام.
ولأن الدكتور الفاضل لا يكفُّ فى كل مناسبة عن إعلان حبّه وتقديره للإمام الأكبر، وإبعاد ما من شأنه توجيه أى إساءة لفضيلته، ومن هذا المنطلق فإننى أدعوه إلى تقديم استقالته من الأروقة ومجلة الأزهر، لرفع الحرج عن فضيلة الإمام.
وأما القول بأن هذه النقول غير صحيحة، أو محاولة حذفها.. إلخ، مثل هذا وغيره لا يُجدى، والمتابع يعلم أنه من الصعوبة نشر هذه النقول فى صحيفة نافذة كـ«الوطن» إلا وأنا متثبتٌ منها حرفاً حرفاً.. وللحديث بقية.