صدرت الطبعة الثالثة من مذكرات روجيه بيرجيه فى فرنسا، وسط ردود فعل مدوية. وبيرجيه هو أحد خبراء الموضة فى باريس.. وهو أيضاً صديق مصمم الأزياء الشهير الراحل إيف سان لوران.
باعت الطبعة الأولى من مذكرات بيرجيه عام 2008 أكثر من مليون نسخة، وفيها حكى بيرجيه عن حياة لوران، ومعاناته، وإدمانه المهدئات والمنومات ثم المخدرات، وحكى أيضاًً عن المرأة الكريهة التى أحبها لوران فى شبابه.. فخذلته وعاش تعيساً بسببها.
أصدر بيرجيه المذكرات، بعدما أصدر أولاد حبيبة إيف سان لوران الأولى «نفياس» كتاباً اتهموا فيه «لوران»، بأنه عذّب والدتهم فى حبه، وظلمها وسود عيشتها.. لذلك اضطرت إلى تركه فى بداية حياته.
قال بيرجيه إن أولاد نفياس كذابون. وإن نفياس هى التى عصفت بلوران، وبتاريخه وبجغرافيته، وهى التى حوّلت حياته إلى سلسلة من الأزمات، انتهت بإدمانه المخدرات.. حتى مات.
رجّ اسم إيف سان لوران العالم، كبيره وصغيره، يكفى أنه رجل الموضة الذى ألبس النساء هدوماً سلطوية كما يقول الفرنسيون.
فى بداية حياته، أحب لوران نفياس، لكنها تنكّرت له، وتركته بدعوى أنه لا يصلح زوجاً.. ولا حبيباً.
عرف لوران نفياس شاباً يتحسس طريقه فى دنيا الموضة، كانت لديه أفكار كثيرة، لكن نفياس توقّعت فشله الذى لن يأتى بفلوس، وإذا لم يأتِ بالفلوس، فلن يأتى لا بالشهرة ولا بالنفوذ اللذين حلمت بهما.
حكى بيرجيه أن نفياس وصفت لوران فى إحدى المواجهات بالضعف والفقر، وقالت إن حبهما لن يستمر.. لأنها تريد الفلوس.. وأما هو فعنده فقط أفكار.
غبية كانت نفياس، فالشاب الذى لم يعجبها فقره، أصبح بعد سنوات من أغنى وأشهر رجال الأزياء والموضة فى العالم.
أحب لوران نفياس فى الجزائر، موطنهما الأصلى، ولما قرّرت هجرانه إلى باريس، فهم لوران أنها ألقت بذكرياتهما فى الزبالة، وكانت الصدمة التى قرر بعدها هو الآخر عبور المتوسط إلى فرنسا.. بحثاً عن اسم فى دنيا الموضة.
وقرّر لوران ألا يرى تلك المرأة مرة أخرى. وقد كان، فقد رفض لقاءها فى ما بعد، سنة 1968 وهو أصغر مدير لأزياء كريستان ديور، والثانية عام 89 بعدما كانت شركة أزياء «إيف سان لوران» أول دار أزياء فى العالم تدخل البورصة.
فجّرت أفكار لوران العالم، بفساتين رسم عليها لوحات رمبرانت ومونييه، ثم ضرب قنبلته الثانية، فألبس النساء «الإسموكنج»، التى كانت حكراً على الرجال.
فى المذكرات، قال بيرجيه إن «إسموكنج» كانت رسالة من لوران، بأن بعض النساء تناسبهن أزياء الرجال.. لأن لهن من طباع الرجال الخشونة.. والصلف.
ورغم أنه تظاهر كثيراً، إلا أن لوران لم ينسَ صدمته فى نفياس، وعاش طوال حياته تراوده الرغبة فى أن يحكى للجميع عن المرأة التى أهانته، وأرّقته، وداست على حبه.. وأراد أن يقول إن بعض النساء قساة القلوب غلاظ المشاعر.. لكن لأنه كان خجولاً، فلم تتوافر له فرصة الكلام.. ولم يقوَ على كتابة مذكراته.
واكتفى بأن تقول تصميماته.. ما لم يستطع أن يقوله لسانه!
ثم مات تعيساً.