منذ العام الأول لرئاسته، يولى الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماماً كبيراً بتطوير شبكة الطرق فى كل أنحاء المحروسة. ففى العام 2014م، وقبل أن يتولى الرئيس السيسى مهام منصبه، كانت مصر فى المرتبة 118 على مستوى العالم فى مؤشر جودة الطرق. وفى خلال خمسة أعوام فقط، وهى الأعوام الممتدة من 2014م إلى 2019م، ارتفع تصنيف مصر تسعين مرتبة، لتصبح فى المرتبة الثامنة والعشرين عالمياً. ويعد مؤشر جودة الطرق أحد مكونات مؤشر التنافسية العالمية، الذى ينشره المنتدى الاقتصادى العالمى سنوياً، ويمثل تقييماً لجودة الطرق فى الدول المختلفة التى يشملها التقرير. وتوقعى الشخصى هو أن تدخل مصر قريباً ضمن الدول العشر الأولى على مستوى العالم فى مؤشر جودة الطرق.
والواقع أن ذلك هو نتيجة طبيعية للمشروع القومى للطرق، حيث أكد تقرير رسمى لوزارة النقل أنه تم التخطيط لتنفيذ المشروع بإجمالى أطوال 7000 كيلومتر، وبلغ إجمالى الأطوال المنفذة بالمرحلتين الأولى والثانية 4500 كيلومتر. وأضاف التقرير أن حجم الاستثمارات التى تم تنفيذها بالمشروعات القومية للطرق والكبارى خلال الأعوام الستة (2014-2020) بلغ نحو 305 مليارات جنيه، استحوذت شبكة الطرق القومية الجديدة على النصيب الأكبر من حجم الأعمال الاستثمارية بإجمالى 175 مليار جنيه، فيما بلغ حجم الاستثمارات بمشروعات محاور الكبارى على النيل، والبالغة 21 كوبرى جديداً، نحو 30 مليار جنيه. وبالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء ما يقرب من 600 كوبرى ونفق أعلى مزلقانات السكك الحديدية على مستوى الدولة بتكلفة إجمالية بلغت 85 مليار جنيه، كما تم تنفيذ مشروعات ضخمة لتطوير وصيانة ورفع كفاءة 5000 كيلومتر من شبكة الطرق القديمة، بتكلفة استثمارية بلغت 15 مليار جنيه. وقد انعكس كل ذلك على عدد حوادث الطرق والوفيات الناجمة عنها، حيث انخفض عدد الحوادث المرورية إلى النصف تقريباً خلال الفترة الممتدة من 2014م حتى 2019م.
وفى أحدث مظاهر الاهتمام بتحديث وتطوير شبكة الطرق، وفى يوم الأربعاء الموافق العشرين من يناير 2021م، تم الإعلان عن القطار الكهربائى السريع الممتد من «العين السخنة» إلى مدينة «العلمين»، الذى سيتم تنفيذه على مراحل عديدة، وسيكون شبكة كاملة من الخطوط بتكلفة إجمالية تقدر بثلاثة وعشرين مليار دولار، حيث جرى الانتهاء من أعمال أبحاث التربة والرفع المساحى وتخطيط المسار، وجارٍ تنفيذ الجسور الترابية والكبارى والأعمال الصناعية للمسار، وكذا المحطات والأسوار بواسطة كبرى الشركات المصرية المتخصصة فى هذه المجالات، إضافة إلى الأعمال الصناعية على الطرق المتقاطعة مع مسار القطار. وأوضحت وزارة النقل، أن القطار الكهربائى السريع سيتم على أربعة خطوط، تكون شبكة كاملة، ليربط كل أنحاء الجمهورية وحتى مدن الصعيد، وكل موانئ مصر ومناطقها الصناعية ومناطق التنمية الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة.
ومن ناحية أخرى، لا يمكن الحديث عن تنشيط السياحة فى ظل طرق سيئة وازدحام مرورى، حيث يحرص السائح على الاستفادة من كل وقت إجازته فى الاستمتاع بالمعالم السياحية، وليس مستعداً لإهدار ولو جزء بسيط من هذه الإجازة بسبب الازدحام المرورى. بل إن أخبار حوادث الطرق التى تتسبب فى موت السياح كانت منذ وقت غير بعيد متكررة قارعة أسماعنا من وقت لآخر، والحمد لله أن هذه الأخبار اختفت تقريباً فى الآونة الأخيرة. وتشكل جودة الطرق أيضاً أحد العناصر اللازمة والضرورية لجذب الاستثمارات الأجنبية. كذلك، فإن جودة الطرق والسيولة المرورية تشكل أحد العناصر المهمة فى الفوز باستضافة الفعاليات الرياضية العالمية، حيث حظيت مصر مؤخراً بتنظيم كأس العالم لكرة اليد 2021م، ويتحدث البعض عن إمكانية تقدم القاهرة بطلب استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030م. إن الطريق يستحق إذن كل الاهتمام، حيث لا تنمية حقيقية بدون تعزيز جودة الطرق. ونظراً لعظم أهمية الطريق، أكد الشرع الإسلامى على أهمية إماطة الأذى عن الطريق، وأنه أحد عناصر الإيمان، حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة: أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان». صدق رسول الله صلى عليه وسلم، وحفظ الله مصرنا الحبيبة من كل مكروه وسوء.