هل كانت عصا موسى خلقاً آخر حارساً لمؤيدى ملك أو خلق من خلق الله يحرسه، تتحول من ثعبان يأكل كل الثعابين إلى أكبر مجفف فى تاريخ البشرية يجفف مياه البحر لتتحول طريقاً، وهى نفسها جان أى عفريت «تهتز كأنها جان»، إذاً فهى جان أو ملاك، لماذا تخرج بيضاء، هل كانت سوداء أو محروقة مع لسانه حين أمسك النار، أم أنه كان بها سوء من بقايا الحرق أو عيب خلقى!
فى تسع آيات إلى فرعون ما هى، وموسى ليس غريباً عمن قبله فقد كان سليمان يسوق الريح وكان داود يؤم الطيور فى الصلاة، آيات موسى عليه السلام، حسب ما ورد فى القرآن الكريم تسع، كما جاء فى سورة الإسراء (ولقد آتينا موسى تسع آيات)، إن الله تعالى آتى موسى عليه الصلاة والسلام آيات كثيرة منذ ولادته، ثم عند إرساله إلى فرعون وقومه، ثم بعد خروجه مع بنى إسرائيل إلى سيناء.
من ذلك أن الله تعالى أوحى إلى أمه أن تضعه فى تابوت وتلقيه فى النهر لتخلصه من القتل.
ومن ذلك تسخير الله للنهر ليدفعه بأمواجه إلى الساحل قرب منزل فرعون، وإلقاء محبته فى قلوبهم، وتحريم المراضع عليه إلا أمه، ثم بتأييده عند إرساله إلى فرعون بالعصا التى تنقلب ثعباناً، وبيده التى تخرج بيضاء مع أنه عليه السلام كان أسمر اللون، وبتأييده ببقية الآيات التسع التى سلّطها الله على فرعون وقومه، ثم بعد خروجه مع بنى إسرائيل إلى سيناء بضرب الحجر بعصاه وانبثاق الماء من الحجر، وبإنزال المنّ والسلوى، وتظليل الغمام، ورفع الطور.
فالآيات هى على أصح الأقوال: العصا، واليد، وفلق البحر، والسنين، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
أما هذه الآيات فبعضها مفسَّر فى القرآن الكريم كالعصا، واليد، وفلق البحر حتى اجتازه موسى وبنو إسرائيل.. وبعضها واضح كالطوفان الذى جرف مزارعهم وقراهم. والقحط بسبب الجدب ونضوب المياه، وهذا هو المعبّر عنه بالسنين. وإرسال الجراد الكثير عليهم فأكل مزارعهم وقلل الثمر فى أشجارهم. وتكاثر الضفادع تكاثراً هائلاً حتى نغصت عليهم معيشتهم وكـادت يشل حركاتهم.
أما القمَّل فقد ورد عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه السوس الذى يكون فى الحبوب وغيرها من الأقوات المخزونة فيأكلها حتى لا يكاد يبقى منها إلا القشور.
وأما الدم فقد يكون رعافاً من أنوفهم خاصة، أو نزيفاً من مناطق أخرى من أجسامهم، وقد نقل ابن كثير فى تفسيره (2/242) عن ابن أبى حاتم أنه روى عن زيد بن أسلم أن المقصود بالدم الرعاف، وهناك روايات أخرى قد يكون بعضها صحيحاً وقد يكون من الإسرائيليات.