سألنا المخرجين: ما المشاهد التى ستحذفونها فى مونتاج فيلم عن «الثورة»؟ فقالوا..
يتخيّل عدد من المخرجين أحداث ثورة 25 يناير وكل ما جرى بعدها فى الشارع السياسى وكأنها فيلم سينمائى، مؤكدين أن هذه الثورة ستكون أكثر جمالاً، لو تم «مونتاج» بعض مشاهدها، وحذفها من «السيناريو» المعروض فى الواقع تماماً.
المخرج مجدى أحمد على أكد أن أهم هذه المشاهد التى كان يجب حذفها أو «منتجتها» هى جماعة «الإخوان» الذين سرقوا الثورة من أصحابها الحقيقيين وهم الشباب والشعب المصرى، خاصة بعد أن اكتشفنا جميعاً أن الدين الإسلامى لا علاقة له بما يفعلون، مع هذا الكم الكبير من أكاذيبهم التى لا حصر لها. أما ثانى المشاهد التى رأى «مجدى» أنه يجب حذفها هم «السلفيون»، مؤكداً أنهم أخطر من «الإخوان». أما المخرج داوود عبدالسيد فرأى أن الشعب المصرى هو البطل الحقيقى لهذا الفيلم، التى يتولى «إخراجه» أكثر من «مخرج». كما أكدت المخرجة إيناس الدغيدى أن صلاة يوسف القرضاوى فى ميدان التحرير من أهم المشاهد التى يجب حذفها، إضافة أيضاً إلى شعار «يسقط حكم العسكر» الذى رفعه بعض المغرضين، وأيضاً كل مشاهد التحرش الجنسى فى الميدان. فى هذا التقرير يتحدث عدد من المخرجين عن أهم المشاهد التى يجب حذفها.
«من أهم الشخصيات التى كان يجب حذفها من الأحداث «الإخوان» خاصة بعد أن اكتشفنا خداعهم، حيث اكتشفنا جميعاً أن الدين الإسلامى لا علاقة له بما يفعلون والكم الكبير من أكاذيبهم، يقول مجدى أحمد على.
ويتابع: «من هذه الشخصيات أيضاً «السلفيون» والجماعات الدينية، حيث كانت الدولة تترك لهذه الشخصيات الدينية مساحة كبيرة فى التحرك، على أساس ثقتها فى قدرتها على السيطرة عليهم فى أى وقت.
ويشير «مجدى» إلى أن من أهم هذه الأحداث أيضاً التى كان يجب حذفها المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تسلم السلطة بعد تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فى عهد محمد حسين طنطاوى. ومنها أيضاً مشاهد العنف ضد الشرطة والجيش.
أما إيناس الدغيدى فرأت أن «أهم مشهد كان يجب «منتجته» وحذفه من الأحداث هو مشهد صلاة الشيخ يوسف القرضاوى فى ميدان التحرير، لأنه صبغ الثورة بمسحة دينية، وهى لم تكن كذلك، فغيّر هوية «الفيلم» من السياسى والإنسانى إلى الدينى، وشعرت الجماعات الدينية أنها أصبحت لها الكلمة العليا فى هذه الثورة، فاستباحت كل شىء، ورأينا بلطجة هذه الجماعات فى الشوارع، خاصة بعد أن ضعفت الدولة. أما ثانى الأحداث التى كان يجب حذفها أيضاً حسب «الدغيدى»، فهو الشعار السخيف الذى أطلقه البعض وهو جملة «يسقط يسقط حكم العسكر»، لأن الحقيقة أنه لولا الجيش المصرى لأصبحت مصر مثل سوريا أو ليبيا أو العراق، وهو المخطط الذى كانت بعض الدول الخارجية تسعى إليه، واستطاع الشعب المصرى وجيشه العظيم أن يحبط مخططهم الخبيث فى ثورة 30 يونيو التى غيرت «سيناريو» الأحداث، وقلبت خريطة المنطقة، ولم تعد أمريكا وأوروبا قادرة على «إخراج» الأحداث حسب أهوائهم». وتضيف: «ثالث الشخصيات التى كان يجب حذفها من الأحداث تماماً كل وجوه «الإخوان» والسلفيين، ابتداء من الرئيس السابق محمد مرسى، وانتهاء بالشيخ ياسر برهامى، مروراً بخيرت الشاطر وحازم أبوإسماعيل ومحمد بديع ومحمد البلتاجى، وغيرهم كثيرون، ممن كان لهم الدور الأكبر فى «إفشال» الفيلم بـ«أداء سيئ جداً»، بحكم جهلهم وعدم خبرتهم. أما رابع المشاهد والأحداث التى كان يجب حذفها تماماً من الثورة فهى «مشاهد التحرش الجنسى بالفتيات والسيدات فى الميدان، خاصة أن هؤلاء السيدات هن رمز هذه الثورة، وقمن بواحد من أجمل أدوارهن خلالها، كما أن التحرش دخيل على هذا الشعب العظيم، وأعتقد أنه كان مقصوداً ومتعمداً لتشويه الأمر كله». وأخيراً يتحدث داوود عبدالسيد رافضاً اللعب فى الأحداث الأصلية للثورة، ومؤكداً أنه «يجب التعامل مع الواقع كما هو، باعتباره تاريخاً، ولا يمكن حذف أى مشهد من مشاهد الثورة، حتى ولو عن طريق الخيال، أو على مستوى الفكرة الصحفية»، مشيراً إلى أنه لو تعامل مع ثورة 25 يناير باعتبارها فيلماً فإن الشعب المصرى سيكون بلا منازع هو «بطل» هذا الفيلم «لأنه استطاع تغيير نظام مستبد استمر أكثر من ثلاثين عاماً بثورة سلمية عظيمة، كما استطاع القضاء على الإخوان بعد أن ثبت فشلهم فى إدارة الدولة بعد عام واحد من حكمهم».
ورأى داوود عبدالسيد أن «هذه الثورة لم يكن لها «مخرج» واحد فى البداية، ولكن فى النهاية أصبح لها أكثر من «مخرج»، كل منهم يحاول أن يدير «الأحداث» على طريقته».