«كبار العلماء»: الهجوم على المؤسسة الدينية باسم الإبداع «تهريج»
أثارت تصريحات الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، فى حواره لـ«الوطن»، أمس، استياء أعضاء هيئة كبار العلماء، خاصة بعدما اتهم الوزير الأزهر بـ«استغلال مادة الهوية فى الدستور كسيف مُسلط على حرية الإبداع»، معرباً عن تأييده لـ«تجسيد الأنبياء والرسل» على الشاشة بدعوى أن هذا «لا يتعارض مع الدين»، فضلاً عن تأييده لعرض فيلم «حلاوة روح» الممنوع من العرض رقابياً، وهو ما اعتبره أعضاء الهيئة نوعاً من «التهريج».
وقال الدكتور محمود مهنا، عضو الهيئة، إن «الإبداع أمر خاص بالله عز وجل، لأنه هو والخلق سواء، مصداقاً لقوله تعالى (بديع السماوات والأرض)، أما كلام الوزير فليس إبداعاً ولكنه تهريج، لأن الآداب العامة والإسلام وسائر الأديان تحترم المقدسات والعادات والتقاليد والمبادئ، وعلى الوزير كرجل مثقف إدراك أن الدستور الجديد أعطى لكل ذى حق حقه، وأن الأزهر لا يستغل الدين من أجل الدنيا وليست له مآرب أو مصالح وإنما يستخدم العلم لصلاح هذه الدنيا».
وأضاف «مهنا»، لـ«الوطن»، أن أتباع كل الأديان يحافظون على الأمة ودستورها وقيمها الأخلاقية، وكما قال الشاعر: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، كما أن الله تعالى مدح رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم»، وبالتالى فإن الإبداع إذا تعارض مع المبادئ العامة والقيم الدينية والأخلاقية فلنضرب به عرض الحائط، فهو ليس كلمات حب ولا عرياً أو إسفافاً وليس سخرية بالبشر أو استهزاء بالأديان، ونحن نرفع أمر وزير الثقافة إلى الله لينفذ فيه إبداعه، ولا نستغل الدين من أجل اتباع ولا ابتداع، وإنما من أجل مصلحة الأمة برمتها.
وأشار «مهنا» إلى أن «الأعمال الفنية التى روَّجت للرقص والغناء الفاحش ما جنت على الجمهور إلا الخراب والدمار وفساد الأخلاق، فنحن فى أَمَسّ الحاجة إلى أعمال ترسخ الأخلاق وتسهم فى بناء الوطن وتشحذ الهمم فى المجالات التى تدفع البلاد إلى الأمام، والإسلام دين يدعو لتطور المجتمع والأخذ بأسباب التقدم، فقد قال مؤلف كتاب (الخالدون مائة أعظمهم محمد): جعلت (محمد) الأول بين الخالدين لأنه رجل أخلاق وقيم ومبادئ».
وحمّل عضو «كبار العلماء» وزيرَ الثقافة مسئولية ظهور فتاوى متشددة وبعيدة عن النهج الأزهرى الوسطى، «بعدما كرس عدد من المسئولين والمثقفين هجومهم على الأزهر منذ زمن، بينما تركوا التيارات الدينية وفتحوا لأعضائها منابر الإعلام والثقافة متجاهلين العلماء الأزهريين، وغير مدركين أن مصر من دون الأزهر تساوى صفراً»، حسب قوله.
واعتبر «مهنا» أن «وزير الثقافة يبحث عن دور، ويبغى تسليط الأضواء عليه من خلال الهجوم والتطاول على الأزهر ومشايخه، وهو بذلك ينفذ مخططاً خارجياً دون إدراك أو وعى لتشويه صورة الإسلام وضرب الأزهر، علاوة على أنه يريد البقاء على الكرسى من خلال حربه على الإسلام، وتصويره للدين على أنه التيارات الإرهابية فقط، ونحن نعلن براءتنا من الإخوان وأعوانهم ممن أساءوا إلى الإسلام برمته».
وطالب عضو الهيئة «عصفور» بـ«الكف عن مهاجمة الأزهر، والتوقف عن معارضة الرئيس السيسى الذى أعلن دعمه للأزهر ووسطيته فى مواجهة التطرف والإرهاب، ولكن للأسف فإن وزير الثقافة رجل غير مناسب فى وقت ومكان مناسبين».
من جانبه، قال الدكتور الأحمدى أبوالنور، وزير الأوقاف الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، إن «الأزهر تصدى لمخطط بيع البلاد وتقسيمها فى عهد الإخوان برفضه لمشروع (الصكوك) وعدم الانصياع للضغوط والابتزازات التى تعرض لها من قِبل النظام الحاكم وقتها، وغيرها من الأمور التى تصدى لها الأزهر ببسالة ووطنية لصالح البلاد والعباد، فكيف يكون جزاؤه التشويه والإساءة إلى دوره».