بروفايل| «الحرب».. كُتب عليكم القتال
فى ساحة المعارك الكبرى، تتسلل يد الغدر خلف جبالها وأشجارها، تنتظر لساعات طويلة، تراقب المدنيين وكمائن الشرطة والجيش، تزحف بخسة نحو أهداف بريئة لا ذنب لها أكثر من كونها لبَّت نداء الوطن، وسارعت بتأدية الخدمة العسكرية الواجبة عليها، ذلك الشاب الذى ترك أسرته فى معية الله ذاهباً إلى تأدية واجبه الوطنى فى الدفاع عن أرضه، ما زالت عين الإرهاب ترصده، تتوعده فى كل وقت.
فى كل صباح يأتيهم الموت من الخلف يزورهم عبر قذيفة «آر بى جى»، أو يفاجئهم فى ثوب سيارة مفخخة، «إن سهماً أتانى من الخلف ** سوف يجيئك من ألف خلف».
لأرض «الفيروز» طبيعة خاصة فتلك المنطقة التى نزعت سلاحها بفعل اتفاقية «كامب ديفيد» الموقعة عام 1978، تتحول من سكينتها إلى ساحة للمعارك، بعدما تسلل إليها الإرهاب حاملاً كل أنواع الأسلحة الثقيلة منها والخفيفة، ليشق هدوء الصحارى أصوات انفجارات متكررة لقنابل متنوعة يزرعها الإرهابيون فوق الطرقات وأسفل الأشجار وقرب كمائن الجيش والشرطة.
قدرٌ أن تكون سيناء أرض الحروب على اختلاف أشكالها ففى عام 1956 حاولت إسرائيل احتلالها بمساعدة من إنجلترا وفرنسا فيما عُرف بالعدوان الثلاثى على مصر، وعادت عام 1967 لتستولى عليها، قبل أن تستعيدها مصر فى أعقاب حرب أكتوبر 1973 وتعود سيناء مصرية من جديد.
تتجدد الحرب على أرض سيناء مرة أخرى على يد الإرهابيين، حرب غير شريفة، بطريقة الكر والفر، يتربصون للجنود ويقتلونهم ثم يفرون هاربين، يذوبون بين أفراد القبائل، يلتصقون بالمواطنين الأبرياء «سيقولون.. ها نحن أبناء عم.. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك.. واغرس السيف فى جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم».
عام مضى على تفويض المصريين للرئيس عبدالفتاح السيسى بالقضاء على الإرهاب، ولا تزال دروبه واسعة فى الباب الشرقى لمصر، وبحوره لا تجف من الدماء.
يقف الجنود فى حماية الوطن، خلف كمائن معروفة للعدو، يعرف كل تفاصيلها، يراقبها، يتخذ وضعية مناسبة فى انتظار ساعة الصفر، ليبدأ سلسلة من الدماء، تبدأ بقتل الأبرياء، وتنتهى حتماً بالقصاص «لا تصالح على الدم.. حتى بدمٍ.. لا تصالح.. ولو قيل رأس برأس.. أكل الرؤوس سواء؟».
دعوات تخرج بإعلان «الحرب»، الساحة الكبرى لم تعد فى ثوبها السلمى، والأرض الطاهرة تزفر دماء الأبرياء «إنها الحرب.. قد تثقل القلب.. لكن خلفك عار العرب.. لا تصالح».