خلال افتتاح مجمع مصانع الكوارتز المصرى فى العين السخنة، تحدث الرئيس السيسى عن تكلفة المشروع التى تبلغ نحو 700 مليون دولار «المرحلة الحالية والمراحل المستقبلية».
حديث الرئيس أجاب ضمنياً عن السؤال المطروح دائماً: لماذا تنفق الدولة كل هذه الأموال على مشروعاتها، خصوصاً فى ظل أزمة اقتصادية؟ الإجابة كانت واضحة: مشروع مثل مجمع الكوارتز سيساهم فى وضع قيمة مضافة إلى خام الكوارتز وتصديره بهذا الشكل بدلاً من تصدير الخام، ما يعنى مزيدا من العوائد التى ستعوض -مع الوقت- تكلفة المشروع.
وهذه بالضبط فلسفة الدولة فى كل ما تقوم به، وهو ما يحيلنا إلى الحديث عن الديون، حيث اضطرت الدولة خلال السنوات الماضية إلى الاستدانة لإنجاز ما لم يكن إنجازه ممكناً إلا بتمويل إضافى.
هذه الديون، بالإضافة إلى تكلفتها «الفوائد»، ستُدفع وفقاً لمواعيد استحقاقها الطبيعية حتى تنتهى تماماً، وستظل المشروعات التى تم إنشاؤها تُدّر العوائد التى تُمكّن من دفع الأقساط أولاً، ثم تحقيق عوائد تُضاف إلى الناتج المحلى الإجمالى.
قِس على ذلك كل شىء، المدن الجديدة ومشروعات الإسكان، المصانع ومئات الآلاف من الأفدنة المُستصلحة، البنية التحتية بما تشمله من طرق وكبارى وأنظمة اتصالات وشبكات كهرباء، تنمية الريف من خلال مشروع حياة كريمة.. إلى غير ذلك من مشروعات قُدرت تكلفتها قبل الزيادات الأخيرة فى الأسعار بما يفوق الـ6 تريليونات جنيه.
ستنتهى الديون، ستمر الضغوط، وستنفرج الأزمة، التاريخ والواقع يؤكدان هذه الحقائق، وسيظل السؤال المهم هو: ماذا فعلت لكى تنطلق بعد الأزمة؟
الثبات فى المكان هو انحدار لا محالة، لا شىء ثابت فى هذا الكون، الحل الوحيد لأمة لا تريد أن تنحدر، وأن تحجز مكانها فى عالم جديد يتشكل، هو العمل بمعدلات غير مسبوقة.أما الحديث عن الحد الأدنى، والاهتمام «فقط» بالأكل والشرب، فهو حديث سيجعلنا دائما نعيش ثقافة الحد الأدنى، بينما العالم ينطلق ويحقق قفزات وطفرات.لكن المؤكد، بكل الشواهد الواضحة، أن المصريين لا يلتفتون لمثل هذا الحديث الأجوف، وهل أدّل على ذلك من أن قوة العمل المصرية هى التى تنجز كل تلك المشروعات وتعمل على إتمامها ليل نهار؟المصريون فى عمومهم يعملون ويكافحون، باستثناء قلة لا تجيد إلا التنظير.