الحكومة تعد أهالى «المختطفين» فى ليبيا بـ«أخبار سارة» خلال 48 ساعة
أنهى أهالى الأقباط المختطفين فى ليبيا، اعتصامهم بمقر الكنيسة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مساء أمس الأول، بعد ساعات من بدء الاعتصام للمطالبة بإعادة أبنائهم، سواء كانوا أحياءً أو موتى، بعد وصولهم تطمينات من الحكومة والكنيسة، بأن المختطفين ما زالوا على قيد الحياة، والدولة بكامل أجهزتها تعمل من أجل عودتهم، وأن هناك أخباراً سارة سيعلنها المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، خلال 48 ساعة، وتكفلت الكنيسة بتوفير مبيت للأهالى، الذين عادوا أمس، إلى محافظة المنيا.
وقال سامح عطا، أحد أقارب المختطفين، لـ«الوطن»: «قررنا إنهاء الاعتصام بعد تطمينات الدولة وما لمسناه من تحركات لعودة أبنائنا، وتراجعنا عن أى خطوات تصعيدية لإعطاء الدولة فرصة للعمل وإعادة المختطفين»، مشيراً إلى أن وزارة التضامن الاجتماعى، أرسلت أمس، عدداً من المسئولين عن إدارة التضامن بالمنيا، إلى منازل الأهالى لبحث أحوالهم وصرف المعاش الاستثنائى الذى وعد به المهندس إبراهيم محلب، خلال لقائه بالأهالى، وقدره 1200 جنيه.
وقال هانى رمسيس، أحد النشطاء الأقباط، الذين التقوا «محلب»، مساء أمس الأول، ضمن وفد من أهالى المختطفين، برئاسة الأنبا يوليوس، أسقف كنائس مصر القديمة، نيابة عن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن رئيس الوزراء أكد اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأزمة المختطفين وأنه يتابع الأزمة شخصياً، وأمر باستنفار كل الأجهزة بالدولة، للتوصل إلى المختطفين.
وأضاف «رمسيس»: «رئيس الوزراء أمر بصرف معاش 1200 جنيه لأسر المختطفين لحين عودتهم، وتوفير مساكن خاصة للأهالى خلال فترة إقامتهم فى العاصمة لمتابعة الأزمة، وأكد وجود مخاطبات مصرية دولية من أجل المساعدة فى التوصل إلى المختطفين، خاصة مع أمريكا وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة، فيما اتهم الأهالى وزارة الخارجية بالتقاعس عن إنقاذ حياة أبنائهم، واشتكوا من تأخر رئيس الوزراء فى الجلوس معهم».
وهاجم الأهالى، خلال اعتصامهم، وزيرى الأوقاف والتضامن الاجتماعى، ومحافظ المنيا، أثناء محاولة تطمينهم على أبنائهم، وتأكيدهم أن الدولة تقف معهم، قبل فض اعتصامهم بالكاتدرائية، وقال اللواء صلاح الدين زيادة، محافظ المنيا، للأهالى: «المختطفون أبناؤنا، ولهم مكانه فى قلب كل منا كوننا أسرة واحدة، يقودها الرئيس السيسى، وندعو معاً الله أن يعيد المختطفين أولادنا»، فيما رد بعض الأهالى: «أبناؤنا مختطفون من ٥٠ يوماً، ماكلفتش نفسك تنزل تشوفنا، جاى تقول الدولة تكفل، إحنا نبيع هدومنا، وولادنا يرجعوا»، كما تحفظوا على حديثه إليهم من خلف الأسوار الحديدية بمحيط المقر البابوى، ما أجبره على الخروج لهم، لكنه لم يستطع تهدئتهم واضطر للانسحاب، كما هاجم أهالى المختطفين الأزهر الشريف، معتبرين أنه لا يجرم أفعال تنظيم «داعش» الإرهابى، ولم ينجح الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى تهدئتهم، وخاطبهم قائلاً: «لن تتوقف الدولة عن سعيها حتى إعادة المختطفين».[FirstQuote]
وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية، فى بيان أمس، إنه لا يمكن التأكد حتى الآن من مصير المختطفين، وكل ما يتوارد من أنباء ومعلومات لا يرقى إلى مرحلة اليقين، فى ظل التواصل المستمر بين الكنيسة والدولة، لمتابعة موضوع أبنائها المختطفين فى ليبيا وبعد الجلسة التى جمعت الأنبا يوليوس، وممثلى أهالى المختطفين مع رئيس الوزراء.
وأضاف: «تم تشكيل لجنة من 3 سفراء للتواصل مع الأطراف المعنية بالأزمة بالخارجية المصرية ودولة ليبيا وأهالى المختطفين، وصرف معاش استثنائى من قبل الدولة لأسر المختطفين نظراً لانقطاع مورد رزقهم نتيجة غياب عائلهم، وبسط مظلة التأمين الصحى لتشمل كل من يعولهم المختطف». وأعلنت الدكتورة غادة الوالى، وزيرة التضامن الاجتماعى، أن مدير إدارة الوزارة فى المنيا، سيزور أسر المختطفين بمنازلهم أمس السبت، لصرف معاشات لهم، بينما قاطعها الأهالى مؤكدين أنهم يريدون أولادهم وليس أموالاً، وردت الوزيرة: «المعاش الاستثنائى هو لإعانة أسرة المختطف، بالتوازى مع مجهودات الدولة للتوصل إلى المختطفين وإعادتهم».
وكشف أمير عياد، الناشط القبطى، لـ«الوطن»، أن أحد رجال الأعمال المسلمين، يدعى كمال السيد موسى، هو من أنهى التصاريح الأمنية للوقفة الاحتجاجية التى نظمها بعض الأقباط والأهالى، أمس الأول أمام نقابة الصحفيين، وتكفل بإعاشة الأهالى من أكل ومياه واحتياجات، وأبدى استعداده باستضافة 200 شخص من أهالى المختطفين، فى مساكن يمتلكها فى القاهرة، لحين عودة أبنائهم.