قرية الشيخ مالك بالبحر الأحمر.. الموت بين أحضان الجبل
على بعد 50 كيلومتراً من مدينة القصير فى البحر الأحمر التى كانت، ولا تزال موقعاً مهماً للتنقيب عن الذهب وتتميز بموقع استراتيجى هام على ساحل البحر الأحمر، تقع قرية الشيخ مالك التى يعيش سكانها ظروفاً صعبة للغاية، لكى تصل إلى القرية لا بد أن تسلك مدقاً جبلياً وعراً، «الوطن» وصلت إلى هذه القرية بعد معاناة بسبب صعوبة الوصول إليها فضلاً عن أنها تحتضن الجبل، ويسكنها مجموعة من البدو والعرب يسكنون فى منازل خشبية، تفتقر إلى أدنى أساسيات المعيشة الآدمية، حتى إنهم يقضون حاجتهم فى الصحراء، بسبب صعوبة إنشاء حمامات فى البيوت الخشبية.
الفقر والمرض والحرمان أهم سمات سكانها، تطاردهم العقارب والثعابين ولا يمر يوم دون أن تلدغ أحدهم، وبسبب نقص مصل العقارب والثعابين فى وحدة الإسعاف التى تبعد عن القرية حوالى 5 كيلومترات، وعدم وجود مسعفين بالإضافة إلى عدم وجود ثلاجة تحفظ فيها الأمصال إن وجدت، فالموت مصير من تلدغه العقارب والثعابين.[Image_2]
أقرب مستشفى للقرية يبعد حوالى 55 كيلومتراً وبالتالى، فالموت يطارد أهالى القرية من كل ناحية من يصيبه المرض ليس أمامه إلا انتظار قضاء الله.
الشيخ مجيد عابد، شيخ قبيلة فى قرية الشيخ مالك متخصص فى العلاج بالحجامة ويأتى له الناس من كل مكان، يطالب بحق أهالى القرية فى الحياة الكريمة؛ لأنهم مصريون لهم حقوق على الدولة وعليهم واجبات.
ويقول محمد عبدالمجيد، أحد شباب القرية: «نحن محرومون من كافة الخدمات، وكأننا غير موجودين على خريطة مصر، لا تعليم ولا كهرباء ولا ماء، ونعانى أشد المعاناة من عدم توفر المياه الصالحة للشرب، ونشترى برميل المياه بـ60 جنيهاً من مدينة القصير، وأطفالنا محرومون من التعليم لبعد المسافة بين القرية وأقرب مدرسة، وندرة المواصلات بين القرية ومدينة القصير».
وأضاف: «نعانى بشكل يومى من لدغات العقارب والثعابين مما يعرضنا للموت بسبب عدم توافر الأمصال فى نقطة الإسعاف، وإذا أصيب أحد، فإنه ينقل إلى مستشفى القصير على بعد ساعة ونصف من قريتنا».
ويقول رجب عبدالنعيم، من أهالى القرية: «نطالب الرئيس محمد مرسى الذى انتخبناه بأن ينظر بعين العطف إلى سكان هذه القرية الفقيرة، التى لا تملك قوت يومها حيث إن المهنة الرئيسية للقرية الصيد ولا يوجد لدى الصيادين مراكب صيد، ويعتمدون على السنارة وصيد الشباك، ونطالب الرئيس ببناء بلوكات نعيش فيها أسوة بقرى مرسى حميرة وإبرق بالشلاتين حيث بنت المحافظة وحدات لتوطين البدو، ونحن نطالب ببناء وحدات توطين لهذه القرية لتقى السكان برد الشتاء ولدغات العقارب والثعابين».
القرية توجد بها ماكينة واحدة لتوليد الكهرباء يتم تشغيلها من الساعة السادسة مساء حتى العاشرة مساء، ويصرف لها 200 لتر سولار فقط كل شهر، وهذه الكمية لا تكفى لتشغيل الماكينة طوال الشهر، أى أن الماكينة لا تعمل معظم أيام الشهر بسبب قلة حصة السولار، مما يجعل القرية تعيش فى ظلام دامس طوال الشهر.
اللواء على شوكت، رئيس مدينة القصير، قال لـ«الوطن»: نبذل كل جهد لتوفير الخدمات للقرية، وحصة القرية من السولار لتشغيل ماكينة الكهرباء ترسل حسب معدلات التشغيل وعلى الرغم من أزمة نقص السولار، فإن حصة القرية تصلهم كل شهر فى مواعيدها.
وعن مياه الشرب، قال إن مجلس المدينة يرسل سيارات مياه للقرية سوف يتم زيادتها فى المرحلة المقبلة، وأضاف شوكت أنه يتابع مع الإدارة الصحية تصليح أعطال ثلاجة وحدة إسعاف القرية لتوفير مصل العقارب، والثعابين لخدمة السكان.