"ميس كاراتيه": "الصبح طالبة.. وبعد الضهر صاحبة مطعم"
لم تتسع غرفتها لكتب القانون فقط، إذ تضم جدرانها ميداليات متنوعة فى الكاراتيه، وحزاماً أسود تتزين به «نهال طارق الطويل» البالغة من العمر 26 عاماً، التى لا تزال تدرس فى السنة الأخيرة بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، ورغم كل ذلك تتشبث بحلمها فى أن تصبح سيدة أعمال، تبدأه بافتتاح مطعم صغير بالمحافظة.
تقول «نهال»: «مفيش حد بيشتغل بشهادته، ولا بيدرس اللى بيحبه»، هكذا تحدثت عن دراستها فى كلية الحقوق، التى لم تتخرج فيها حتى الآن بسبب شغفها بـ«الكاراتيه»، تلك الهواية التى بدأتها مع سنوات عمرها الأولى، بمجرد أن بلغت 5 سنوات، تضيف قائلة: «أضطر للسفر الدائم إلى معسكرات الاتحاد المصرى للكاراتيه فى بلدان مختلفة، وهو ما يعيق مذاكرتى بشكل متكرر».
وصلت إلى طريق إدارة الأعمال بعد منحة لمدة شهر فى الولايات المتحدة، عادت بعدها بحلم إنشاء مشروع مطعم للمأكولات الشرقية والغربية استطاعت تحقيقه بمساعدة والدها الذى شجّعها على إتمام حلمها.
لم تسلم من الانتقادات فى عملها فتقول: «الناس بتستغرب لما شابة صغيرة تأمر وتنهى وتفضل قاعدة لحد وقت تشطيب المحل، لكن سنتين من يوم ما فتحت المشروع وأنا بابنيه حتة حتة، وياما ورد عليا أشكال، لكن حزامى الأسود كان دايماً بيحمينى».[SecondImage]
حياة «نهال» التى فضّلت الكاراتيه كهواية ووسيلة دفاع عن النفس على تخرجها فى كلية الحقوق الذى يفصل بينها وبينه «ترم»، فتحت أمام منها مجال إدارة الأعمال والتجارة، حيث وجدت ضالتها، رغم الانتقادات: «يمكن أنا لحد دلوقتى مش معايا شهادة، لكن معايا عقل بيفكر وبيقهر العادات والتقاليد أحسن من مليون ورقة فى الآخر تتبروز على الحيطة والاسم شهادة.. لأنى حالياً باكسب أضعاف اللى معاهم شهادات».
«الحزام الأسود» حصيلة اجتهاد «نهال» فى ممارسة هواية لأكثر من 11 عاماً، جمعت فيها بين اكتساب جسد رياضى ووسيلة تساعدها فى الدفاع عن محلها الصغير، الذى يتردد عليه العديد من الشباب أو بلطجية المنطقة، وفى حسبانهم أن «نهال» مجرد فتاة «مكسورة الجناح»، فتقول الشابة العشرينية «كان فيه شباب بتدخل وفى دماغها أنها مش هتدفع الحساب أو عاوزة تاخد اليومية، لكن لما بيعرفوا أن معايا حزام أسود ماباشوفش وشهم تانى».
كراسى ملونة بألوان الطيف، ولافتة كبيرة، وطوابير لزبائن من الفئة الشبابية أمام المحل الذى لا تتعدى مساحته الأمتار، بداية بسيطة عكست اعتماد «نهال» على نفسها بعد أن تكفّل والدها بشراء المحل: «بابا وماما حطونى على أول الطريق، لكن من يوم الافتتاح والمحل بيصرف بنفسه على نفسه، واللى بيتبقى باطور وباكبر بيه المكان عشان الزبائن تكتر».
«طاولة»، «كوتشينة» و«بنك الحظ».. 3 وسائل جذب أدخلتها الفتاة الإسكندرانية للترفيه عن زبائن مطعمها الصغير الذى حرصت على أن تقدّم بداخله وجبات من كل البلدان بأسعار تتناسب مع ميزانية غالبية الشباب: «الأسعار مابتخرجش عن 5 إلى 50 جنيهاً، وأطباقنا من أول الفول لحد الأكلات الإيطالية المعروفة، والزبون لما بيستريح للمكان هياكل، مش العكس عشان كده بادور على الوسائل اللى تخلى الزبون يحب المكان ويتعود عليه».