يقول أبو الطيب المتنبي أشعر شعراء العرب: إذا رأيت نيوب الليث بارزة.. فلا تظنن أن الليث يبتسم . فليس معنى أن شفاه الأسد انفرجت وظهرت أنيابه أنه يبتسم، فالأسود لا تبتسم، إنما تلتهم، وتفتك بضحاياها.
وإذا وجدت حكومتنا تقابل رجال الصناعة المنتجين للسلع وتجار الجملة والموزعين فليس معنى هذا طبطبة فحسب ، على هؤلاء أن يدركوا أن الحكومة تنفيذ تكليفات صارمة بضبط الأسواق ووقف التلاعب الذي امتد وتواصل من التجار .
ليس من المقبول أن تترك الحكومة المستغلين وتتجاهل أنين الشعب، وهو ما جعل رئيس الوزراء يعقد اجتماعات مع هؤلاء واللافت أن الحكومة مارست إمكانياتها وأطلقت زئيرا محذرا للمستغلين الذين يمصون دم الناس في الوقت الذي تبذل الدولة جهودها لتوفير السلع وفي الوقت الذي تحتاج فيه الدولة تضافر كل الجهود لحماية الجبهة الداخلية وتعظيم قوتها في مواجهة ما يحيط بنا .
تأخرت خطوة الحكومة، لكن أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا، لقد عشنا خلال الفترة الماضية أجواء غريبة في الأسواق، كان المواطن يذهب لشراء سلعة ما بسعر ما، وإذا ذهب في اليوم التالي لشراء نفس السلعة من نفس المكان لوجد سعرها ارتفع بدون مبرر، رغم أنها كانت مخزنة من الأمس في نفس المكان بنفس عبوتها ولم تطرح في البورصة أو تعرض في مزاد، كان ذلك استغلالا من التاجر سواء كان تاجر الجملة أو تاجر التجزئة.
الأنكى أن التجار يبررون زيادة الأسعار بأحداث ترتبط بالسياسة الدولية والحروب ويطبقون زياداتهم على سلع من إنتاج أرضنا كالبقدونس أو الجرجير وهي سلع لا علاقة لها بما يجري في الخارج، لكنها مبررات المستغلين المتربحين من دم الناس الذين لا يكتفون بالأرباح العالية بل يسعون إلى الاكتناز المتراكم السريع منتهزين الفرصة لجمع أكبر قدر من الأموال غير مهتمين باستقرار المجتمع والجبهة الداخلية.
لقد زأرت الحكومة في وجه المستغلين ودفعت بأذرعها الأمنية والتموينية لكي تنتشر وتردع هؤلاء وتؤدب المارقين منهم بإعمال القانون وحماية الناس من جشعهم.
لقد قدمت الدولة كل التسهيلات لكي يقوم رجال الأعمال بنشاطهم في مناخ يساعد على زيادة الإنتاج وتوفير السلع في الأسواق وليس لكي يستغلوا الشعب، وبعدما علا زئير الحكومة، يأمل الناس في يتردد صداه وأثره في نفوس المستغلين وأن يستفيدوا من هذا الأثر بتخفيض الأسعار.