داعية سلفي: صراع "الإخوان" مع عبدالناصر كان سياسيا
قال الشيخ سامح عبدالحميد حمودة الداعية السلفي، إن خلاف "الإخوان" مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان سياسيًّا وليس دينيًّا.
وأضاف عبدالحميد، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، "استشعر عبدالناصر خطورة تنظيم (الإخوان) وسعيهم للسلطة بكل قوة، وتدخلاتهم السياسية وفرض قوتهم وتنظيمهم الخاص المسلح، وبدء بوادر الموجة التكفيرية، وحاول مهادنتهم والتصالح معهم؛ لكن عنادهم التاريخي جاء برفض أي تقارب إلا بفرض سيطرتهم السياسية".
وتابع الداعية السلفي، "لم أسمع أو أقرأ أن المساومات بين (الإخوان) وعبدالناصر كانت تتعلق باشتراط (الإخوان) على عبدالناصر أن يُقيم الشريعة؛ بل كانت تتعلق بمواقف سياسية حول الرضا بالحكومة حينئذ ونحو ذلك، وبعد عقود رأينا حربهم ما زالت لا تتعلق بالدين وإقامة الشريعة، بل تتعلق فقط بالكرسي وعودة مرسي".
وأوضح عبدالحميد، "لو افترضنا أن (الإخوان) كانوا مجرد جماعة دعوية تحرص على إعمار المساجد وتعليم الناس الدين، فهل كان عبدالناصر سيقابلهم بمثل هذه الحرب الشرسة العاتية؟، لكنه كان يعلم أنهم لا يستسلمون ولن يكفوا طلب الكرسي، ولم يضم عبدالناصر مصر للعلمانية كتركيا، ولم يُحارب الأزهر، ولم يفتح المجال للشيعة، بل كان يسعى لقوة مصر والعرب والاتحاد فيما بينهم، وإقامة المشروعات العملاقة مثل تأميم قناة السويس وبناء السد العالي، وإنهاء الإقطاع وتوزيع الأراضي على صغار المزارعين وغير ذلك".
واستطرد: "إذا افترضنا أن الحرب بين (الإخوان) والدولة حرب للحفاظ على الدين، فلماذا يحارب (الإخوان) الدعوة السلفية ويُعادونها؟، هل هم أحسن دينًا من علماء الدعوة السلفية المشهود لهم بالعلم والفضل؟، وهل مرسي حاول إقامة الشرع حين حكم عامًا؟، إنها حرب السياسة والكرسي والحكم وليست للدين".