«الوطن» ترصد خريطة التقسيم: من «دمشق» إلى بغداد.. يا عربى لا تحزن
«الوطن» ترصد خريطة التقسيم: من «دمشق» إلى بغداد.. يا عربى لا تحزن
روحاني, بوتين و أوباما
لا يختلف الوضع الراهن فى الدولة العراقية عن جارتها السورية، من ناحية انتشار الفوضى وشلل مؤسسات الدولة، على خلفية انهيار الجيش العراقى بعد الاحتلال الأمريكى، والتدخل الإيرانى السافر بداية من فرض مرجعية شيعية على حوزة النجف، وانتهاء بسيطرتها على حقول البترول المشتركة فى إقليم البصرة، فضلاً عن سيطرة الساسة المجنسين بجنسيات أجنبية على مقاعد البرلمان والحقائب الوزارية، لتستمر معاناة العراقيين من تبعات «مؤتمر لندن» الذى فرض شخصيات بعينها على مؤسسات الدولة، لتبقى بغداد تابعة ورهينة لمصالح القوى الدولية.
العراق.. لعبة الـ«3 ورقات» فى صراع النفوذ والفوضى
غضب الشارع العراقى أجبر الساسة بمن فيهم موالو طهران على الاستجابة لبعض المطالب، وفى ذات الوقت فجر حرباً عنيفة فى «بيت السلطة» داخل أروقة حزب الدعوة الحاكم الممول من طهران، فما بين نورى المالكى رئيس الوزراء السابق وذراع إيران الطولى فى العراق، وبين حيدر العبادى رجل حزب الدعوة، تدور حرب شرسة على مستقبل الحكم فى بغداد، فرغم الإطاحة بالمالكى، فإن العبادى لا يزال فى مرمى نيران رجاله، بعد سيطرته على قوات الحشد الشعبى التى أصبحت تمثل جيشاً «رديف» يقوم بمهام الجيش العراقى الذى يعانى من التفكك، فضلاً عن محاولات المالكى الإطاحة بالعبادى والسيستانى، المرجعية الدينية الشيعية فى العراق.
ورغم الصراع المحتدم دخل الأمريكان على خط النار مرة أخرى وتوسطوا لدى السيستانى لترشيح عراقى من أصل أمريكى لخلافة العبادى فى مقعده على رئاسة الوزراء. ولم تبعد إيران كثيراً عن دائرة الصراع، بعد استقطابها الروس إلى بغداد لتدشين أكبر قاعدة استخباراتية بهدف دعم الحرب على تنظيم «داعش»، لترسيخ وجودها وتوسيع نفوذها فى الأراضى العراقية بواسطة الروس الذين أعلنوا استعدادهم ضرب «داعش» فى العراق إذا ما وافقت الحكومة العراقية على ذلك.
ليبقى المشهد صراعاً محتدماً بين القوى الدولية يدور على أرض الحضارة والتاريخ، والخاسر الوحيد هو الشعب العراقى الذى يبحث عن «سيسى» عراقى يوحد الدولة ويطرد القوى الدولية والإقليمية، لتستعيد بغداد مجدها بعد نكبة دامت لسنوات طويلة.