دراسة بريطانية: إرهابيو الشرق الأوسط «نصفهم» خريجو جامعات
دراسة بريطانية: إرهابيو الشرق الأوسط «نصفهم» خريجو جامعات
صورة أرشيفية
كشفت دراسة بريطانية حديثة لمارتن روز، مستشار المجلس البريطانى لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن أن 48.5% من المجندين فى التنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خريجى الجامعات، وأن 44% منهم من خريجى الهندسة، وهى النسبة التى ترتفع بين المجندين من «الغرب» إلى 59%.
44% من الإرهابيين درسوا الهندسة.. و«داعش» يبث فيديو لإعدام مُسنِّين فى ليبيا بتهمة السحر
وأشارت الدراسة، وعنوانها «تحصين العقل»، إلى أن معظم المتعلمين الذين تم تجنيدهم فى صفوف الإرهابيين، درسوا الهندسة أو العلوم أو الطب، وتقريباً لا أحد بينهم ممن درس الأدب أو العلوم الاجتماعية، ويجمع «مارتن روز» طيفاً واسعاً من الآراء، والدعم للرأى القائل بأن التعليم العلمى يفشل فى تعليم الشخص التفكير النقدى بالطريقة ذاتها التى تسمح به النقاشات فى تعليم الآداب، بينما «عقلية الهندسة» تجعل طلاب العلوم فريسة سهلة للتجنيد فى الحركات الإرهابية. واستفاد «روز» فى دراسته من دراسات أكاديمية، وملفات من إعداد المخابرات البريطانية، تصف المجند المثالى بأنه «ذكى وفضولى، لكنه لا يجادل السلطة»، قائلاً: «ثقافة تعليم العلوم ينتج عنها ثنائية حق وباطل، وصحيح وخطأ، وهذا بحد ذاته يقلل من إمكانية تطوير مهارات الدراسة النقدية لطلاب العلوم والهندسة، وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على الجامعات الأجنبية، فهناك تقارير تتحدث عن تزايد جاذبية فكرة الخلق، لبعض طلاب الطب المسلمين».
وأشار إلى أن سبب عدم التوازن قد يكون ببساطة الدعوة التى وجهها زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادى فى سبتمبر 2014، لـ«القضاة والأطباء والمهندسين وذوى الخبرة العسكرية والإدارية» للانضمام إلى «الخلافة»، مشيراً إلى أن التنظيم يحتاج إلى كل من مهندسى البترول، وصانعى القنابل، لكن الأدلة تشير إلى أن كثيراً من المهندسين، الذين انضموا لـ«داعش» تم تكليفهم بأدوار غير تقنية، حسب قوله.
وبحسب «روز»، فإن 70% من الطلاب فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يدرسون العلوم الاجتماعية، ومع أن التدريس فى تلك الكليات مستواه أقل، إلا أنه يتطلب التحليل والنقاش، بينما عناصر التنظيمات الإرهابية يرون الحقائق إما سوداء أو بيضاء، وربما لذلك ألغى «داعش» دراسات الآثار والفنون الجميلة والقانون والفلسفة والعلوم السياسية والرياضة، بالإضافة إلى الدراما وقراءة الروايات. وأوضح الكاتب البريطانى أن هناك ثلاث سمات تميز «العقلية الهندسية»، الأولى: أنها تسأل: لماذا الجدل إن كان هناك حل واحد أفضل؟، والثانى: أنها تؤكد لو كان الناس منطقيين أكثر لكانت الحلول بسيطة، وثالثاً: تجذب هذه العقلية الناس الذين بداخلهم حنين إلى نظام مفقود، وهو ما يجدونه فى صميم العقيدة السلفية والجهادية. فى المقابل، بث «داعش» إصداراً مرئياً بعنوان «ولا يفلح الساحر حيث أتى»، وثَّق فيه إعدام ساحرين مُسنين فى العاصمة الليبية طرابلس، وسط تجمهر للمئات، وبث التنظيم مشاهد من القبض على الساحرين، بالإضافة إلى استعراض لقطات تظهر الطلاسم والنجاسات الموضوعة على أوراق كُتبت عليها آيات قرآنية، وأسماء فتيات، قال عناصر التنظيم إنهم عثروا عليها بحوزة الساحرين.