الأزمة السعودية الإيرانية.. منذ اقتحام سفارة المملكة بطهران حتى استنكار "روحاني"
الأزمة السعودية الإيرانية.. منذ اقتحام سفارة المملكة بطهران حتى استنكار "روحاني"
باقر النمر
اشتعلت الأزمة بين السعودية وإيران، أمس، عقب إعلان الأخيرة تنفيذ حكم الإعدام في حق 47 إرهابيا، أبرزهم الشيعي آية الله الشيخ نمر باقر النمر، وبلغ الأمر حدته بعد التهديد الصريح الذي أطلقته طهران حيال الرياض، وانتهت باقتحام القنصلية السعودية في طهران مساء.
ولم تمر ساعات قليلة على إعدام الشيخ الشيعي حتى أوصت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، وزارة خارجية البلاد بإعادة النظر في العلاقات مع السعودية، علاوة على مطالبتها بتخفيض العاملين في السفارة بـ"طهران".
أعقب ذلك، استدعاء السعودية السفير الإيراني بالرياض وتسليمه مذكرة احتجاج حيال التصريحات الإيرانية العدوانية تجاه أحكامها الشرعية.
وفي مشهد عدواني آخر، اقتحم عناصر من ميلشيات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني، مساء أمس، القنصلية السعودية بمدينة "مشهد" في محافظة "خراسان" شمال شرق إيران، وأشعلوا النيران بقسم من المبنى.
وتجمع متظاهرون من رجال الدين التابعين لحوزات الشيعية أمام السفارة السعودية في طهران، ورددوا شعارات ضد المملكة، وحاولوا إنزال العلم السعودي من على المبنى باستخدام سياج حديدي، فيما حملت الرياض الحكومة الإيرانية مسؤولية حمايتها سفارتها.
وعلق مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن التصعيد الإيراني، قائلا إن تصريحات إيران العدوانية تكشف وجهها الحقيقي الداعم للإرهاب، موضحا أن النظام الإيراني آخر أنظمة العالم يمكن أن تتهم الآخرين بدعم الإرهاب، لكونها توفر الملاذ الآمن لعدد من زعامات القاعدة منذ 2001.
وتعليقا على التصعيد الشعبي، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الهجوم على السفارة السعودية في طهران غير مبرر على الإطلاق، فيما أعلنت مواقع إلكترونية إيرانية أن بلدية مدينة "مشهد" وافقت على تغيير اسم الشارع المجاور للقنصلية السعودية إلى اسم "النمر".
من جانبه، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أن السعودية ستواجه انتقاما إلهيا، معتبرا أن الرياض ارتكبت خطأ سياسيا بإعدامها النمر.
وقال آية الله أحمد خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، إن الحوزات العلمية تطالب نظام آل سعود بتسليم جثمان آية الله الشيخ نمر باقر النمر إلى ذويه على وجه السرعة.
فيما أدان مجلس التعاون الخليجي الاعتداءات الإيرانية ضد السفارة السعودية في طهران، واستدعت الإمارات السفير الإيراني وسلمته مذكرة احتجاج بشأن التدخل في الشأن السعودي، والاعتداء على المقرات الدبلوماسية.
ويعد "النمر" أحد رموز الشيعة في السعودية، وصاحب دور رئيسي في الأحداث التي شهدتها منطقة القطيف شرق المملكة، وزادت من شهرته خطبه الحادة التي وجه عبرها انتقادات للنظام الحاكم في السعودية، ثم هاجر بعد ذلك إلى إيران حيث التحق بالحوزة العلمية، وبقى هناك ما يقرب من 10 سنوات قبل أن يتجه إلى سوريا.
واعتقل النمر عدة مرات في 2006، و2008، وكانت آخر مرات الاعتقال في 2012 مع مجموعة من الإرهابيين، وأكدت الداخلية السعودية وقتها أنه حاول مقاومة رجال الأمن، وأطلق النار واصطدم بإحدى الدوريات الأمنية أثناء محاولته الهرب، ما دفع قوات الأمن للرد عليه واعتقاله.