«اخبط راسك فى الحيط».. إن كنت من «الأغلبية» التى قالت «لا» للدستور المشوّه، ثم (بقدرة الإخوان والسلفيين) تحولت إلى «نعم».. وأصبحت أنت من «الأقلية»!!
ثم (اخبط راسك فى الحيط) وأنت تقرأ شهادة الشيخ «ياسر برهامى»، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، على عملية طهى الدستور على طريقتهم وشريعتهم ومصالحهم.. وهى لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية السمحة -كما نعرفها- ولا تحقق مصالح الوطن!
إنه يؤكد لنا -فى الفيديو الأكثر انتشارا- أن الدستور الجديد يتضمن قيوداً كاملة لا توجد فى أى دستور سابق، ويعترف «البرهامى» أنه حرض أئمة المساجد والدعاة للهجوم على البابا «تواضروس» الثانى وممثل الكنيسة فى اللجنة التأسيسية، حين اعترضوا على المادة 219 التى وصفها البابا بأنها «مادة كارثية تحول مصر من دولة مدنية إلى معنى مختلف تماماً لذلك». المادة 219 من الدستور تنص على أن «ﻤﺒﺎدئ الشريعة اﻹسلاﻤﻴﺔ ﺘﺸﻤل أدلتها الكلية وﻗواﻋدﻫﺎ الأصولية والفقهية وﻤﺼﺎدرﻫﺎ المعتبرة ﻓﻰ ﻤذاﻫب أﻫل السنة والجماعة».
ويتفاخر شيخ السلفيين بكلمة «مصادرها» التى جعلت مصر على مذهب أهل السنة، لينضم الشيعة إلى خانة الكفرة مثل البهائيين!!
وهكذا -بنص كلامه- دستوريا (وُضعت مادة حاكمة على الحقوق والحريات)!! فإذا ما أضيف لكلامه انتصارهم فى معركة (لا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون أو بنص)، أصبح الدستور بمثابة التطبيق العملى للشريعة وأصبح من حق أى قاض الحكم بالجلد على الزانى أو قطع يد السارق حتى دون وجود قانون «الحسبة» الذى يسعى «البرهامى» لسنه.
الشيخ «البرهامى» يتعامل مع وسائل الإعلام التى كانت تفضح المواد المفخخة فى الدستور بسياسة «العين الحمرا»، كأن يطلق عليهم مشايخ الفضائيات، أو يتم تهديدهم وترويعهم!
ولأنه يتوقع أن تقع الصحف فيما يراه «مخالفات شرعية» يهددنا بعقوبة الحبس فى جرائم النشر.
لا يكتفى «البرهامى» بتحويل مصر إلى دولة دينية، وتأسيس الكهنوت الإسلامى بما يسميه «هيئة كبار العلماء».. فقد سبق أن هدد المسيحيين بتطبيق الحدود عليهم: (مش لما المسلم يسرق تنقطع إيده والنصرانى لأ، بالنسبة لأحوالهم الشخصية أو أكلهم الخنزير أو شربهم الخمر دون سكر، فهم لا يعاقبون).
الأدهى والأمر أن الدكتور «ياسر» وهو طبيب أفتى من قبل بصحة زواج الطفلة فى سن التاسعة.. هذا ليس إسلاما، هذا تفسير مريض لآيات القرآن الكريم!
لقد ناضل «البرهامى» لرفض مادة فى الدستور تحظر «الرق» وقال: (الشريعة الإسلامية لم تحظر مثلا ملك اليمين)!
إنه زعيم تيار يرى المرأة مجرد جنس يسير على قدمين، ويرى المسيحيين مواطنين درجة ثانية.. ويعتقد أن الشعب كله فى حفلة جنس جماعى مع «عبدة الشيطان».
تيار الإسلام السياسى يعتبر الوطن «غنيمة حرب»، وقد انتصر فى معركة الدستور.
حزين.. مكتئب.. ثورتك اتسرقت.. دستورك باطل:
(اخبط راسك فى الحيط)!!