يا ترى ما هو الجديد الذى يخفيه لنا حاوى السلطة فى جرابه ليخرجه لنا فى حالة زيادة المد الثورى الرافض للفريق «شفيق»؟ فمنذ قيام الثورة تم تعذيب الشعب بوسائل عدة، بدأت بإطلاق المساجين على الشعب عندما تمرد على المخلوع، لكن اللعبة لم تنفع وأسقط من فوق كرسى حكمه، بعدها بدأ الورثة يمارسون علينا أشكالا عدة من التأديب، شملت ترك حصان الأسعار يجرى من غير لجام لينطلق فى كل اتجاه، ثم الدخول فى «طابور التعذيب» للحصول على السلع والخدمات، بداية من رغيف العيش ومروراً بالسولار وانتهاء بالنزين. بحث الشعب عن أى وسيلة يستطيع أن يرضى بها السلطة الحاكمة بأمرها فبدأ يشتم فى الثورة التى كان يرقص ويغنى لها فى الشوارع، ثم تدفق لكى يعطى صوته للمرشح المرضى عنه من المجلس العسكرى، رفّت الأصوات من كل جهة على أحمد شفيق، لكن يبدو أن كل هذا لم يرض الحكام العسكريين، فاشتعلت أزمة السولار والبنزين أكتر، وبدأنا ندخل فى أزمة «نور» وأزمة «رى» فى العديد من القرى. الله! طيب ما الناس سمعت الكلام وسلمت أصواتها لمرشح المجلس تسليم مفتاح، و«شفيق» دخل الإعادة، ونتيجة الإعادة معروفة من «الكونترول».. إيه لزمة التعذيب؟!
السبب واضح ويرتبط باستمرار المظاهرات التى تنادى بعزل «الفل» الذى يسير واثق الخطوة ويمشى شامخا نحو منصة التتويج على سرير ملك مصر. لا يزال هناك من يصرخ فى الشوارع رافضا «شفيق» وداعيا الناس إلى الاحتشاد ضده. المسألة كده مش حتنفع. وعلى الناس أن تتنبه إلى أن كل «قلة أدب» من جانب الثوار سوف يقابلها عقاب رادع من جهة المجلس العسكرى. والخيارات -على عكس البنزينات- مفتوحة ع البحرى، لو اندلعت موجة كبيرة من التمرد حال ترؤس أحمد شفيق البلاد خلال أيام معدودات، فهذه المرة لن يتم فتح السجون وإطلاق المساجين على المصريين، لا لا.. انسوا ذلك.
السلطة ستعتمد هذه المرة على طريقة مبتكرة، سوف تستفيد منها كل حكومات العالم التى تواجه بثورات من شعوب قليلة «الخشا». هذه المرة السلطة سوف تفتح أقفاص الحبس بحديقة الحيوان، وتطلق الحيوانات السجينة بداخلها على المصريين. ولك أن تتخيل بقى يا مواطن، أسود ونمور وقرود ونسانيس وحمير مخططة ودببة، دا طبعا غير الفيل أبوزلومة وعمك السيد قشطة وغيره وغيره! سوف تعيش أياما صعبة جدا، وسوف يكون الأصعب منها القبض على هذه الحيوانات بعد أن تعلن توبتك النصوح عن الثورة وتذكر الثوار بسوء وتعلن كفرك بهم أمام شفيق ورجاله، وبعدها تعود الحيوانات إلى الحديقة فى نفس اللحظة التى تعود فيها سيادتك إلى الحظيرة!