انتهت عاصفة فيلم قناة الجزيرة البائس عن الجيش المصرى إلى لا شىء، بعدما دفعنا له نحن المصريون دعاية مجانية كانت تستأهل من دولة قطر دفعها بملايين الدولارات لترويج فيلمها المتواضع فنياً ووثائقياً، بعدما اتضح أن الفيلم متواضع فنياً للغاية، فضلاً عن كم الأكاذيب والفبركات التى عكست إلى أى مدى تقف مصر شوكة فى حلق دولة قطر وحكامها وجماعات الإسلام السياسى، وبخاصة تنظيم الإخوان.
لا أدرى مَن هو صاحب قرار توجيه وسائل الإعلام المصرية بشن هجوم واسع على الفيلم قبل أن تعرضه القناة القطرية، مما تسبب فى عودة «الجزيرة» لبؤر مشاهدة المصريين، بعدما عزفوا عنها جميعاً، باستثناء جمهورها من الجماعات الإسلامية الإرهابية والقوى الثورية ومجموعات المرضى النفسيين ممن فشلوا فى حياتهم، فاستعاضوا عن ذلك بكراهية الدولة ومعاداتهم لها. كما لا أدرى ما هى الرسالة الإعلامية التى أراد مَن قام بتجييش الإعلام المصرى للهجوم على الجزيرة؟.. هل هو «فش غله» فى قطر والجزيرة؟.. أم إخبار الرئيس بأنه يعمل لإرضائه ظناً منه أن ذلك يرضى الرئيس وقيادات الجيش؟
وإذا كانت هذه هى فلسفة «رسالة» مَن قام بهذا التوجيه الفاشل، فإننى أحب أن أؤكد له أن هذا التصرف لا يختلف كثيراً عن تصرف «سيدات الحارات الشعبية» فى الكيد، وليس تصرف دولة كبيرة مثل مصر عندما تتعرّض لمناكفة من دولة مارقة يملأها الغل والحقد الشخصى على شعبها وقياداتها، لأنه إذ نعلم رسالة الفيلم القطرى وهى محاولة الإساءة للجيش المصرى، لأن الدولة القطرية لا تعرف معنى أن يكون لها جيش يحميها ويحفظ لها عزتها وكرامتها، لأنها بلد بلا سيادة أو كرامة، فضلاً عن كونها لا تعرف معانى العزة والشموخ وصيانة الأرض والعرض، كما هو الحال فى مصر وجيشها العظيم، فما هى رسالة التوجيه المقصودة بعمل دعاية مضادة نجحت فى أن جعلت الفيلم محط اهتمام المشاهد المصرى والعالم العربى بأسره، على طريقة الدعاية لأفلام السبكى الركيكة؟!
السبكى، منتج الأفلام الهابطة، هو أكبر مستفيد من عمل دعاية لأفلامه بالهجوم عليها ونقدها والمطالبة بحجبها، لأنه يعتاش على هذا النقد والهجوم، ليبنى من ورائه مجداً زائفاً!
كنت أتمنى ألا تتم تعبئة الرأى العام المصرى على الطريقة «السبكية» لمشاهدة الفيلم الخائب، حتى يرى صناع الفيلم فى الدولة القطرية أن الفيلم لم يرَه أحد سواهم، لا سيما أن هذه الطريقة فى التجاهل هى أفضل طريقة لقتل أى شىء فى العالم، وليس كما فعلنا.
كنت أجلس على المقهى مع صديق إعلامى كبير فاجأنى بقوله إن أحد العاملين فى المقهى سأله عن وقت إذاعة فيلم الجزيرة عن الجيش، الأمر الذى جعل صديقى يسأل كل هذه الأسئلة عن صاحب قرار الهجوم على الفيلم؟
قال لى صديقى إن صاحب هذا التوجيه يبدو أنه لا يعلم أن القناة القطرية ستنتج فيلماً كل شهر للإساءة لمصر، طالما أنهم رأوا هذا التعامل المصرى معهم بالطريقة «السبكية»، الذى يغيظ مصر ويحرق دمها، مشيراً إلى أن مصر باستطاعتها رد الصاع صاعَين بشرط تفويت الفرصة على صناع الفيلم بمنحهم دعاية مجانية، ليكون الرد قاسياً فى وقت آخر.
لكن صديقى باغتنى بسؤاله: وأين ترد مصر إعلامياً على الجزيرة؟.. هل بقنواتنا الداخلية التى تخاطب الداخل وليس لها علاقة بالخارج؟ قائلاً: لو كان لنا إعلام خارجى وقناة خارجية كبيرة تحمى مصر من الهجوم عليها من الخارج لما تجرَّأ عليها الأقزام والحاقدون والإرهابيون وسفلة العرب وأراذلهم من القطريين التوافه.