بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الله الحَكَم العدل.. بسم الله الذى وضع على كاهل القضاء أمانة الحكم بين الناس.
إلى كل قاضٍ جالس أو واقف فى مصر.. أكتب رسالتى هذه وقلبى يعتصر ألماً وحزناً وخوفاً على وطنى من الضياع. فإذا انهار القضاء.. تداعت الدولة وسقط المجتمع وأكلت الذئاب الجائعة مصر والمصريين..!
إلى كل قاضٍ.. جالس أو واقف فى بلدى..!
تعرفون قطعاً أنكم سلطة ليس فوقها سلطة إلا سلطة الخالق، الذى ستقفون أمامه يوم لا ظل إلا ظله، ولا رحمة إلا من لدنه، ولا شفاعة إلا من رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم).. وتدركون حتماً أن الهجمة عليكم، ومحاولة النيل من استقلالكم، إنما تستهدف اختطاف الدولة، بالتشكيك فى أقوى مؤسسة وجهاز وطنى.. فإن استسلمتم، كيف لنا أن نطلب من المواطن البسيط أن يدافع عن وطنه، وقد باعه قضاته، الذين يتحصنون بالقانون والدستور والمجتمع بأسره.. كيف نلقى العبء على من لا يملك سلطة سوى صوته وإرادته ونفسه، وقد رضخ من تحميه المواثيق البشرية، ويملك زلزلة الأرض بمَن عليها..؟!.. فهل تؤثرون السلامة، وتحافظون على مقاعدكم ومرتباتكم، بينما خاض أسلافكم معارك وحروب الاستقلال ضد أعتى المستبدين وقوى الاحتلال؟!
إلى كل قاضٍ.. جالس أو واقف فى بلدى..!
«أنتم فاسدون».. هكذا يرى النظام الحاكم بـ«جماعته» وحزبه ورئيسه.. فهل أنتم كذلك..؟!.. إذا كنتم فاسدين، فأنتم تستحقون الموت وليس التطهير.. وإن كنتم شرفاء.. عادلين.. وأحسبكم كذلك.. فليس أقل من أن تثبتوا ذلك لمصر كلها.. بل للعالم كله.. فمن يخضع لـ«التطهير» فاسد، ومن لا يدافع عن شرفه ودينه وضميره ليس رجلاً.. ومن لا يبذل حياته ومستقبله فداءً لوطنه خائن..!
إلى كل قاضٍ.. جالس أو واقف فى بلدى..!
لستم فاسدين.. هكذا أؤمن.. ولستم خونة ولا عاجزين.. هكذا أراكم.. لذا لا يليق بمن حمل أمانة الحكم والعدل بين الناس أن يصمت أمام مؤامرة «مشبوهة» يخطط لها وينفذها من يريدون لمصر أن تغسل قدم «المرشد» صباحاً وتصلى بين يديه مساءً.. فهل يسهم القضاء المصرى فى إسقاط دولته، فينطق بلسان «الجماعة» ويختم أحكامه بخاتم «الشاطر» ويكتب فى مستهل الحكم القضائى «بسم الإخوان» بدلاً من «بسم الشعب»..؟!
إلى كل قاضٍ.. جالس أو واقف فى بلدى..!
لا أحد فى مصر سوف يسمح بـ«أخونة القضاء».. سنقف أمامكم وخلفكم.. سنموت فداءً للعدل واستقلال القضاء.. أما إن باع أصحاب الحق قضيتهم، فلن يناصرهم أحد. سوف تضيع مصر وسنضيع جميعاً.. ولن يكون أمامنا سوى الثورة على النظام الحاكم وعليكم معه.. أما البسطاء من المواطنين فلن يكون بوسعهم سوى دعاء «حسبنا الله ونعم الوكيل».. وتدركون حتماً ما سيفعله الله عز وجل بكم وفيكم حين تصعد إلى السماء صرخات المظلومين وأنّات الأبرياء..!
إلى كل قاضٍ.. جالس أو واقف فى بلدى..!
أكتب لكم هذه الرسالة دون خوف أو تردد.. رغم أننى لا أمتلك سلطتكم ولا حصانتكم، فقد تربيت على أن أعيش رجلاً وأن أموت واقفاً.. فلا أحد على وجه الأرض بيده أن يُلحق بى أذى أو ضرراً لم يقدّره الله -عز وجل- لى «قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا».. وإذا كان النظام بجماعته ورئيسه و«ميليشياته» قد فشل فى إسكات الإعلام الحر، رغم حملات التشويه والملاحقات القضائية، فإن العار، كل العار، أن ينجح فى «تدجين» وإخضاع القضاء برموزه وقممه الشامخة..!
إلى كل قاضٍ.. جالس أو واقف فى بلدى..!
مصر كلها معكم.. والحق معكم.. فلا تتنازلوا.. ولا تتراجعوا.. ولا تبيعوا.. ولا تخونوا.. إن العدل لا يُباع ولا يُشترى..!