واخدانا ليه الصُدف متوهانا؟
زي الطيور المهاجرة
بريق هوانا غوانا
زي المراكب رياحنا تكسر شراعنا وغُنانا
تايهين فـ جملة همومنا
ما بين ضلالنا وهدانا
الحزن عدى وما سمى
وقالي: فرحك ده نزوة
أنا جبت للدنيا عزوة
تحفظ في أثري وخطايا
تطرح قصايدي فـ قلوبهم
توتة.. ونخلة .. وضلة
تبقى الطيور اللي طَلّة
من خلف بابي.. وشيشي
تبقى الخطاوي اللى حَلّة
ضيفه في غموسي وعيشي
أنا قولت عيشي.. يا كلمة
وكوني ستري وغطايا
كوني غُنايا اللي ناصر
قلبي في زحمة ظنونه
كوني الطريق اللي خدني
وصابني شكه وجنونه
كونى البراح.. اللي هارب
من قلب ضلمة.. سجونه
قلبي اليتيم اللي خضر
صبار.. فـ حوش الفقاري
حالف يغني بلسانهم
مهما تزيد المرارة
أنا قلبي زي الشوارع
لكل شارع في حارة
ولكل حارة فيه قصة
البنت وقفت تغني
من خلف منشر غسيلها
"طالعة من بيت أبوها
رايحة لبيت الجيران"
أنا قلبي من فَرط حزنه
فارق بسرعة المكان
زي السحابة اللي شاردة
مقتول بسكينه باردة
والدمعة فـ النني واردة
ماشي في حضرة خواطري
على حد سيفي وشطري
ما يملِش فـ الهم سطري
ولا ضهري كَلّ بحموله
جمالي في الشدة صبرت
زي الغلابة اللي باسوا إيدهم
وقالوا: دي جبرت
سكنوا الرصيف الموارب
لسور.. مقام "السيدة"
طرحت هدومهم خضار
فرشوا الموائد ونادوا
كل اللي عدى وزار
عمار يا قلب الغلابة
فاتح بيبانك وراضي
ولا يوم بتلعن ظروفك
عنبر ومسك وروايح
والحنة ورد ف كفوفك
فتحت عيني لقيتني
أنا اليتيم اللي عايش
عصفور أواجه في بردي
مشغول وبَالْضُمْ حروفك
سبحة فـ شارع "المواردي"
ونص عمري قضيته
جو الليالي خطاوي
على القهوة قاعد بغني
وانسج في توب الحكاوي
تضحك في عيني الشوارع
أنظر لكل اللي مروا
العمر محسوب بخيره؟
ولا محسوب بِشْرُه؟
واصل لأخر طريقي
راضي بمسيرتي وحالي
جمل الحمول اللي بارك
ع الرمل حاطط رحالي
حياتي مرت بخفة
وقلبي سلم لموته
لا كنت "يوسف".. فـ حلمه
ولا كنت "يونس".. فـ حوته
لا كنت "عيسى".. فـ جراحه
ولا كنت "موسى".. فـ تابوته
أنا الغريب.. اللي عدى
زي الطيور المهاجرة
وزي قارب.. لوحده
مربوط .. في حبل المراسي
خلفت للدنيا عيلة
وسبت شعري.. ميراثي