استطاع النجم أحمد السقا بعد خوضه فيلم "هروب اضطراري" أن يثبت وبجدارة أنه دون منافس في أفلام الأكشن، وأن مازال لديه الكثير لم يقدمه لجمهوره بعد. وتؤكد مشاركة السقا في البطولة الجماعية خلال العام الماضي والحالي أنه يسعى باحثا عن القصة الناجحة وليس البطولة الفردية، رغم ما يتمتع به من جماهيرية كبيرة وتاريخ أعمال طويل يؤهل فيلمه للنجاح بلا منازع.
أما عن أمير كرارة فيعتبر هذا الفيلم نقطة فارقة في أعماله، حيث استطاع أن يظهر براعته وقدرته على التحكم في تعابير وجهه ونظرات عينيه التي خلقت أسئلة كثيرة في ذهن المشاهد، فأدائه فاق التوقعات وأصبحنا أمام بطل جديد يشق طريقه في السينما، خصوصا أن آخر أعماله السينمائية كانت عام 2007.
والجميلة الناعمة غادة عادل لم يحتج دورها إلى الكثير من المجهود، فأدائها كان طبيعيا يغلب عليه عاطفة الأم. أما المفاجأة الكبرى التي صدمت الجمهور "مصطفى خاطر"، فقد تمكن هذا الشاب من النجاح في أول بطولة سينمائية له، وليس هذا فحسب بل استطاع أن يجسد شخصية "يوسف" بشكل يجمع بين البساطة والكوميديا والذكاء، وبعيدا كل البعد عن أي عمل فني له، فأحداث الفيلم كانت مليئة بالتوتر والارتباك ولم تكن بحاجة لمشاهد كوميديا، إلا أن خاطر تمكن من إضافة الكوميديا البيضاء دون أن يضعف من دوره أو يخل بالأحداث.
أثار انتباهي خلال مشاهدتي للفيلم شخصية "الرائد أيمن غالي" التي لعبها الفنان أحمد العوضي، فقد أداها بأسلوب السهل الممتنع أمام المتألق دائما فتحي عبد الوهاب، والذي تمكن من أن يؤدي دور الشخصية المعقدة بنجاح كبير كالعادة.
يعتبر فيلم هروب اضطراري أول فيلم أكشن وإثارة وتشويق بنكهة أجنبية، ويعود هذا بفضل مدير التصوير هيثم حسني، الذي استطاع أن يدخل هذا النوع من التصوير في السينما المصرية، فيشعرك وكأنك تشاهد فيلما أجنبيا.
ولا يمكن أن نتجاهل دور المخرج أحمد خالد موسى، الذي تمكن من الخروج بعمل سينمائي متكامل من حيث الحبكة الممتعة التي لم يتخللها لحظة ملل، والتصوير المبهر، وتوزيع الأدوار الصحيح، وكذلك الموسيقى التصويرية المشوقة، فالفيلم حقا يستحق أن يتربع على عرش إيرادات السينما المصرية.