3 بطلات تعرضن لحملة هجوم: المجتمع يصيبنا بإحباط
هند وفريدة وبهية
خلال الأيام القليلة الماضية كُنَّ محور اهتمام كل وسائل الإعلام، لفتت قصصهن المختلفة انتباه الشارع المصرى.
هند عبدالستار وفريدة عثمان وبهية على سليمان، ثلاث بطلات، الأولى تصدت لمتحرش وحصلت على حكم قضائى ينصر كل الفتيات فى معركتهن مع التحرش، والثانية رفعت اسم مصر عالياً فى بطولة العالم للسباحة، والثالثة مكافحة قصت شعرها وارتدت جلباباً رجالياً لتنخرط فى سوق العمل دون أن تتعرض لمضايقات.
فى ذروة الاحتفال بالثلاث تعرضن لحملة هجوم وإساءة نالت منهن، كادت أن تحبطهن لولا أن عزيمتهن أقوى من الاتهامات التى لحقت بهن.
«هند» تم نشر صور لها من على صفحتها على الفيس بوك وقالوا إن ملابسها هى التى دفعت الشاب للتحرش بها.. و«فريدة» تعرضت لحملة سخرية من شكلها.. و«بهية» اتهموها بالتشبه بالرجال وأنه كان أمامها فرص كثيرة للعمل فى مهن أخرى.. «الوطن» تحدثت مع الثلاث واستمعت إلى تأثير تلك الحملات عليهن:
هند: قفلت صفحتى.. بسبب التعليقات
يوم الاثنين الماضى صدر حكم قضائى بالسجن 5 سنوات مشدد ضد شاب يعمل سائق توك توك تحرش بالصحفية هند عبدالستار فى منطقة سكنها بحلوان، وفى غمرة احتفال الفتاة العشرينية بالحكم واعتباره نصرة لكل الفتيات فى معركتهن مع التحرش، نالها الكثير من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى، دخلوا على صفحتها ونشروا صوراً لها وعلقوا بشكل جارح نال منها وجعلها تعتزل وسائل الإعلام وتغلق صفحتها الشخصية.
«اتحرش بيكى على إيه، انتى مش حلوة أصلاً، ما تلبسى عدل الأول وبعدين ارفعى قضية، ضيعتى مستقبل الواد».. بعض التعليقات التى حاصرت «هند» على صفحتها وفى تعليقات على الأخبار التى تنشر عنها، ما أصابها بإحباط: «دول دواعش بيتعاملوا على إن جسد المرأة مباح وإن مش من حقها تثور لو حد لمسها أو اتحرش بيها»، واصفة من هاجموها بسبب موقفها فى تلك القضية بقولها: «واحد عايز يتحرش وخايف.. أو واحد فى الأساس متحرش وخايف يتحط فى نفس الموقف ده»، إلا أن تلك التعليقات رغم حدتها لم تجعلها تشعر بالندم: «بالعكس الناس دى عرفتنى قد إيه هما سطحيين».
تحكى «هند»: «من أكتر الرسايل المستفزة اللى جاتلى على صفحتى واحد بيقول لى انتى فاكرة نفسك مين أنا اتحرشت بنص بنات مصر فى المواصلات ومحدش قدر يكلمنى»، وهو ما دفعها إلى إغلاق صفحتها مؤقتاً حتى لا تصاب بإحباط.
والد «فريدة»: اللى هيهاجمها على شكلها.. مريض نفسى
«مرضى نفسيين».. وصف أطلقته بطلة السباحة على من هاجموها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ساخرين من شكلها واصفين إياها بأنها «خشنة زى الراجل»، مؤكدة أنها ألقت كل ذلك وراء ظهرها وتواصل نجاحاتها فى مجال الرياضة «الناس الفاضية والتافهة بس هى اللى سابت كل حاجة والبطولة اللى أنجزتها واسم مصر اللى رفعته عالمياً ومسكت فى الشكل وابتدوا يسمعوها كلام مش لطيف وغير مقبول»، بحسب الدكتور هشام عثمان، والد «فريدة»، والذى تحدث إلى «الوطن» نيابة عنها لظروف سفرها إلى روما، للمشاركة فى المهرجان الخيرى للسباحة.
وأكد «عثمان» أن ابنته شعرت بضيق فى بداية حملة الهجوم عليها وعبرت عن اشمئزازها من هؤلاء القلة الذين حاصروها بتعليقات سلبية وهدامة لكنها بعد ذلك لم تعر الأمر اهتماماً: «إحنا مش متحضرين كفاية.. بره مصر مفيش بطل بيتهاجم أبداً.. بس فريدة مابصتش للناس دى واعتبرتهم مغيّبين وميعرفوش قيمة الرياضة».
وبحسب والدها الذى يدعمها فى موقفها ويشجعها دائماً فإن «فريدة» لا تلتفت إلا لبطولاتها المقبلة.
بهية: اشتغلوا بدل ما تتريقوا على الناس
«لو حد بصّ لى وحش.. بقوله أنا أحسن منك وشغالة وبكسب من عرق جبينى مش قاعدة بتريق على الناس».. رد قاطع ألقته بهية على سليمان، المعروفة بـ«بكار» فى وجوه من يهاجمونها على مواقع التواصل الاجتماعى: «النت ده أنا معرفوش ولا بستخدمه أنا ست بشتغل وبشقى عشان جوزى المريض مش مهم أى حد شايفنى وحشة ولا بتشبه بالرجال، أنا مكنش قدامى غير إنى ألبس كده وأشتغل كده.. وربنا عالم بالحال».
تخليها عن أنوثتها وارتداء ملابس الرجال والعمل فى مشاريع البناء والمعمار، لإعالة أسرتها، تعتبره «بهية» ليس جرماً بل شرف حظيت به لإحساسها بالمسئولية تجاه أسرتها: «لو مكنتش عملت كده كانوا هيضايقونى ومش هيسيبونى فى حالى».
وتؤكد «بهية» أنها بالفعل كان أمامها العمل فى مهن أخرى كبائعة لكنها لن تحصل على يومية قدرها 70 جنيهاً كالتى تحصل عليها من عملها فى المعمار: «شغل البناء فلوسه كتير لكن لو اشتغلت بياعة زى أى واحدة على الأرض مكنتش هأكّل عيالى».. لافتة إلى أنها لم تلتفت إلى تعليقات جيرانها الذين تفاجأوا بشكلها الرجالى، ومضت فى عملها: «لو كان حد داق المر اللى أنا فيه، ماكنش قال كلام زى ده.. وربنا يدينى الصحة وأقدر أكمّل فى شغلى وأثبت لهم إنى أحسن منهم».