منذ تفكير سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام وزوجته حواء فى الشجرة المحرمة التى أدت إلى عقابهم بنزولهم من الجنة إلى الأرض ظهرت حيرة الإنسان ورغبته فى الحصول على كل شىء ممنوع، وبمجرد امتلاك هذا الشىء يتولد لدى شعور بالحب أو الكره تجاه هذا الشىء، ويسأل نفسه عن سبب رغبته فى امتلاك هذا الشىء والسعى للحصول عليه، ويقودنا ذلك إلى التفكير فى إجابة هذا السؤال "هل تعتبر الرغبة فى تحقيق أحلامنا طموحاً أم رغبة فى تملكها باعتبارها غير متاحة وممنوعة من نفس منطق الفاكهة المحرمة سالفة الذكر؟".
وعلى سبيل المثال نجد كل علاقات الحب والارتباط تبدأ من الرجل والمرأة بالرغبة فى احتواء الطرف الآخر، والتعبير عن الحب والتضحية وتقديم التنازلات لإرضاء الطرف الآخر، إلى أن يتم ضمان بقاء الطرف الآخر وامتلاكه بالزواج، ويبدأ كل منهما وخصوصا الرجل فى عدم بذل أى جهد للاحتواء والتعبير عن الحب كما كان يحدث سابقا، بالإضافة إلى البحث عن فاكهة محرمة أخرى أو أى شىء ممنوع، وينطبق ذلك أيضا على بداية أى شخص لعمله بكامل طاقته وقوته وجهده إلى أن يصل إلى مايرد وغير متاح له ليتحول للعكس تماما، وكذلك أغلب الأفراد عندما يقوموا بشراء أشياء كثيرة لايستخدموها تحقق فقط رغبتهم بالحصول عليها وامتلاكها.
يمكن أن يكون الحل من وجهة نظرى فى تحديد الأسباب التى تثير رغبتنا فى امتلاك أى شىء أو الوصول لأى هدف، فإذا وجدت أسباب منطقية نستمر فى السعى لامتلاكها وإذا لم توجد لابد من تغيير هذه الرغبة والبحث عن أشياء أو أهداف أخرى، وأيضا نضع خطة تضمن الحفاظ على أهدافنا بعد تحقيقها وتطويرها، وفى النهاية التفكير فى ما نسعى إليه من وجهة نظر أن هناك نهاية لرحلة حياة الإنسان القصيرة، ويجب أن يترك آثر لنجاحه فى تحقيق أهدافه وأحلامه ليتذكره الأحياء فهم لا يتذكرون اسمه أو شكله، وبالتالى لابد من أن نبدأ بالتركيز على جوهر أحلامنا وأهدافنا بدلا من أشكالها.