التقت وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلارى كلينتون» الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية يوم السبت، ثم التقت المشير محمد حسين طنطاوى يوم الأحد، مما يعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع مصر كدولة «براسين» أو قل دولة «برئيسين»، بعدما لوحظ من تفوق الرئيس «العسكرى» على الرئيس «المدنى» بـ«النقط» خلال الأيام الأخيرة. ففيما سبق كانت تصريحات «كلينتون» تصب فى مجملها لصالح الإخوان، ولعلك تذكر ذلك التصريح الذى جاء على لسانها قبل 72 ساعة فقط من إعلان نتيجة جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، حين دعت بشكل قاطع وصارم المجلس العسكرى إلى تسليم السلطة للفائز الشرعى بها، وقد فهم من هذا التصريح - وقتها - أن وزيرة الخارجية تدعو إلى تسليم السلطة للدكتور محمد مرسى، فى ظل ما أشيع قبل إعلان النتيجة من أن السلطة القائمة «توضب» الأمور و«ترتب» المسائل لصالح إعلان فوز مرشح الفلول، وقد كان ما أرادت «سيدة الخارجية الأمريكية» وفاز «مرسى» وحصد أخطر نقطة فى الصراع وتوالت «النقط» بعد ذلك فى خطاب التحرير، وفى السلامات العسكرية التى أديت له وخلافه، وبدا المجلس العسكرى وقد «عدّاه» العيب، لكن الأمر بدأ يختلف مع القرار الذى اتخذه «مرسى» بعودة مجلس الشعب إلى العمل رغم أنف المحكمة الدستورية العليا، عندئذ بدأ الموقف فى الانقلاب، وشرع الرئيس المدنى يفقد النقطة تلو النقطة والرئيس العسكرى يحصد، فقد حكمت المحكمة الدستورية بإبطال قرار الرئيس، ثم أجمع قضاة النقض على عدم اختصاصهم فى النظر فى تفسير حكم المحكمة بحل المجلس، ويا عالم بماذا ستحكم المحكمة يوم الثلاثاء المقبل فى شأن «اللجنة التأسيسية للدستور».
والواضح أن الولايات المتحدة لا تتفرج على المشهد من بعيد لبعيد، والدليل على ذلك التصريح الذى جاء على لسان «هيلارى كلينتون» يوم السبت الماضى وشددت فيه على أن تسوية الخلافات بين الجيش والرئيس مسألة تخص الشعب المصرى، والأمريكان يعلمون أن الشعب بدأ ييأس سريعاً من الإخوان وأن الريح هذه الأيام تسير فى اتجاه الرئيس العسكرى الذى أعربت «الست» عن تطلعها للقائه!. «الهلب» الأمريكى بدأ فى التحول نوعاً ما نحو «الرئيس العسكرى»، فى ضوء حالة «الغلب» التى يعانى منها الرئيس المدنى فى تشكيل حكومة بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على توليه الرئاسة، وعجزه عن التعامل مع المشكلات الخمس التى قرر أن يحلها فى مائة يوم، بالإضافة إلى الوعى بأن الشعب المصرى أصبح يدرك أن هذا النمط من الأداء لن يحل هذه المشكلات، لا فى يوم ولا فى شهر ولا فى سنة ولا حتى فى «ميت» سنة، وأننا نسير على الطريق السريع لـ«ميت الواقع»!.