إنها مرحلة تشكيل الشخصية وتكوين الأفكار، وغرس المبادئ الأساسية التي ستتبعها طوال حياتك، قد تتغير ولكن التغير في أثناء المراهقة يكون بمعدل جنوني، فنحن الآن نتغير كل يوم، بل إني أكاد لا أسميه تغيُرا حتى، وإنما هو إكمالُ العقل.
فعلينا بإحسان توظيف هذه الُمدة في حُسن التفكير، وإعمال العقُل في كل مسائل حياتنا، وأمور دُنيانا وتعاملاتنا اليومية، وأن نكون في أشد حالات اليقظة لما يدخل أدمغتنا وعقولنا وأرواحنا وقلوبنا من أفكار، وأن نبتعد كل البعد عن أي اتباع للأهواء الشخصية، أو الحُكم على الاشياء استناداً إلى عصبية فكرية.
وليس مطلوب منا في هذا العمر أن نكون أصحاب اختراعات واكتشافات علمية مذهلة، وما نراه في هذا إن هو إلا طفرات وهِبات قد وهبها الله لأصحابها، أما على الصعيد العام فعلينا أن نحسن غرس البذور حتى تنمو الشجرة راسخة في الأرض غير هشة.
وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، أي بنفس الطريقة والسرعة التي يصعد بها الطائرُ إلى السماء يهبط بها إلى الأرض.
فلا نتعجل في الصعود حتى لا يكون هبوطنا على عَجلة هو الآخر، ولعلنا نتأنى فتنتهي حياتنا ونحن بأعلى القمة ولا يدركنا الهبوط أبدا.