لم أستطع النوم كعادتي.. غادرت فراشي في وقت مبكر، وجلست أراقب بذوغ الشمس، لتذكرني بمشهد عودتك، أشعر اليوم أنكِ ابتعدتِ أكثر، وأنني صرت أحبك أكثر، ألا تملي الهجر والتجاهل.. أم أنك تختبرين صبري؟.
لا تتفاجئي إن وجدتيني أتصل بك في أي وقت، وإذا لمحتِني في مكان غير متوقع فلا تحسبي أنها مجرد صدفة، فدائما سأراقبك.. لا تنعتيني بالكاذب إن أنا أخلفتُ وعدي، واقتحمت عليكِ مكانًا كنت أقسمت أن لا أدخله، فالحنين أقوى من الكلام، والحب أكبر من الوعود.
عندما قابلتك لأول مرة لم تكوني هذه الإنسانة القاسية، من أين أتيت بهذا الجبروت، هل رمال الجزيرة العربية التي احتضنت مولدك، هي التي أرضعتك القسوة، كيف وقد احتضنت هذه الرمال أروع ملاحم العشق، وأساطير الغرام، كيف ولم يعرف العالم الحب العذري العفيف إلا على هذه الرمال، فكان العاشق من هؤلاء يموت من الهجر، أو يصاب بالجنون لاستحالة اجتماعه بمن يحب.
ابحثي عن شخص يحبك مثلي، أو يعشقك بمقدار ما أفعل، ابحثي عن قلب لا يتسع لغيرك، عن عينين لا تكتمل سعادتهما إلا برؤيتك، عن شخص لا يعتبرك نصفه الثاني فقط؛ بل يعتبرك الحياة بأكملها.
صدقيني، إن وجدتِ هذا الشخص، فلن يكون إلا أنا، لكن تراك تأتين؟، هل يمكن أن تنزلي من برجك العالي، وتتخلي عن ذلك الكبرياء المزيف، وتلك الممانعة غير المبررة لانصهارنا في قالب واحد، تتحاكى به الأجيال بعدنا، وتذخر به كتابات الشعراء، ومؤرخي الغرام.
مجرد أسئلة.. ليتك موجودة لتجيبي عنها، حتى لو كان بالنفي، على الأقل سأشعر بحال أفضل من هذا البؤس الذي أنام على وسادته، وأصحوا على وجهه.
ستكون استجابة من رب كريم، لم أمل يومًا من طلبك منه، هو يعلم أني لا أريد غيرك، ولا أطلب منه سواك.. بلغني أنك تتمنين لي السعادة الدائمة، لا يكن لديك شك يا عزيزة عيني أن سعادتي في سماع صوتك، سعادتي في قربك، في رؤية عينيك، في صوت ضحكتك، في بقاءك معي، وعسى ذلك اليوم أن يكون قريبا.