عزيزى الراجل ابن أمه
تحية طيبة وبعد
دايما كنت بستمتع جدا وأنا بقول له "يا ابن أمك" فى أى موضوع كانت أمه تبقى طرف فيه، كنت بستخدم الجملة كوسيلة ضغط للانتصار في المعركة لما كنت أحس إنه هيتأثر برأى أمه، فكرة إنها تبقي مُسيطرة على عقل جوزى أو عامل لها حساب فى كل حاجة دى كانت مخوفانى جدا، فكنت دايما باخد احتياطاتى وافكره دايما إنى مش عاوزة أحس إنى متجوزة راجل "ابن أمه"، والجملة دى طبعا كان لها مفعول السحرعليه وعلى رجولته، وكان كل مرة بيحاول ينفى التهمه عنه بكل الطرق، كنت بحاول دايما استحوذ عليه لوحدى، وطول الوقت كنت بعمل كل ما فى وسعى علشان أنتصر فى المعركة اللى بينى وبين أمه.
من أول يوم جواز كان شغلى الشاغل أبوظ العلاقة بينه وبينها، كنت بحاول بكل الطرق إن ميبقاش عنده فرصة يدخلها في حياتنا وفى قرارتنا، ظن منى إن كده هعيش حياتى على مزاجى مع جوزى، حاولت أنا اللى "ادبح له القطة" من أول العلاقة وجبتها له على بلاطة وقولت له "يا أنا يا أمك"، وطبعا هوة فى الأول حاول يعترض كتير، لكن مع الضغط المستمر عليه باستخدامى كل أساليب النكد بدأ ياخد جنب وميحكيش لأمه على أى تفاصيل خاصة بحياتنا.
الحكايه مخلصتش معايا لحد كده، والموضوع بدأ ياخد معايا شكل تانى، وحاولت بكل الطرق إنى أحافظ على اللى عملته، فقررت أقطع رجليها من البيت عندى، قلت فى عقل بالى لما زيارتها لينا تقل وميبقاش فى تواصل هطمن أكتر على جوزى وقرراته، ومش هبقى عايشه فى حالة القلق اللى بتحصل لى كل مايزور أمه أو تزورنا.
وانتصرت فى الجولة دى كمان، وقطعت فعلا رجليها من البيت، وجوزى مبقاش بيزورها ولا يسأل عليها غير سؤال بسيط على فترات متباعدة، وبكده قلبى ارتاح وبقيت عايشة متطمنة مع جوزى وولادى.
كان دايما جوزى يقول لى "أنا خايف أندم على اللى بعمله مع أمى"، وأنا كنت بحاول اطمنه بكل الطرق علشان ميرجعش عن قراره ويدخل أمه فى حياتنا، وأقول له إنها هتبقى مبسوطة لما تشوفك عايش مع مراتك سعيد، دى فى الآخر أم وكل اللى هاممها سعادة ابنها حتى لو على حساب سعادتها.
واستمر الحال على ماهو عليه، لحد مافى يوم جالنا اتصال من أخت جوزى بتقول له أمك تعبانة والدكتور قال إن عيشتها لوحدها فى البيت مابقتش تنفع ولازم حد يبقى معاها ويخدمها،بصراحة أنا سمعت الكلام ده من هنا وجنونى طارت، يعنى أنا من يوم ما اتجوزت وأنا محافظة على بيتى وجوزى من أمه وأخواته، أقوم دلوقتى أجيبها تقعد لى فى البيت ويبقى قدامها وتحت عنيها على طول؟ طبعا أخدت القرار بسرعة وقلت له مستحيل ده يحصل، أنا والعيال فى كفة وأمك فى كفة، وبالفعل فشلت كل محاولات جوزى فى إقناعى بإن أمه ملهاش غيرة والمفروض تعيش معانا فى آخر أيامها ونرعاها زى ما الدكتور قال، وكان ردى السريع عليه إنها تعيش مع أخته أو يوديها دار مسنين لكن مش هتعيش معانا. وبالفعل انتصرت على أمه فى كل المعارك اللى قررت أخوضها للحفاظ على جوزى من أى ضغوط خارجية تسبب لى أى عكننة أو تقلب نظام حياتى معاه، كنت بتعامل كده مع أم جوزى وأنا ناسية إنى أم، أنانيتى وحب امتلاكى لجوزى خلانى مفكرش إن ده ممكن يحصل لى فى يوم من الأيام.
أنا بقى دلوقتى بوصل لكم رسالتى دى من جوة أوضة فى دار مسنين، أيوه متستغربوش، أنا قاعدة دلوقتى بين أربع حيطان ولوحدى، أينعم الأوضة حلوة ومجهزة على أعلى مستوى بس غُربتى فيها ملهاش وصف.
مرات ابنى قررت من أول يوم فى جوازها إنها تكرر نفس السيناريو اللى عملته زمان مع حماتى، بس هي ما اكتفتش بقطع علاقته بيا، دى قطعت حبل المشاعر اللى بينى وبينه، أنا داخلة على سنتين دلوقتى فى الدار اللى أنا عايشة فيها وابنى مفكرش يزورنى ولا يرفع سماعة التليفون يطمن علي، بيكتفى بس إنه يدفع لى مصاريف الدار، بس أقول لكم على حاجة، أنا مش زعلانة أنا دلوقتى بسترجع كل موقف عملته مع أم جوزى زمان وبندم، بقول لنفسي أنا ازاى كنت قاسية كده، إزاى كنت بضغط على مشاعر جوزى وهو كان بيوافقنى علشان ميخربش البيت والمركب تمشى، بقول لنفسي على الأقل جوزى كان عنده مشاعر تجاه أمه، المشاعر اللى أنا فشلت فى تعليمها لإبنى والنتيجة كانت إنه رمى أمه اللى هى أنا فى دار مسنين.
عاوزة أقول فى آخر رسالتى "عزيزى الراجل ابن أمك، حاول باستماتة طول ما أنت عايش على وش الدنيا تفضل على طول ابن أمك، وأبعد عن أى فلسفة بتقول لك متلغيش شخصيتك قدامها".
إمضاء/
زوجة أنانية بتتمنى الأيام ترجع بيها تانى ويبقى جوزها ابن أمه.