بابتسامة مستفزة «تنزلق من بين شفتيه» كما تنزلق «ريالة» المتخلفين عقلياً، وتقطر «بلاهة» منقطعة النظير، يصر كل من يُلقَى القبض عليه من «أشاوس» الإخوان أن يصدم بها مشاهدى التليفزيون وهم يتابعون لحظة إلقاء القبض عليه كخطوة أولى لإعادته إلى «محله المختار» خلف قضبان السجن، كما لو كانت تلك «الابتسامة» من بين بنود «البيعَة» التى يبايعون بها شيطانهم الأكبر!
ابتسامة «الأشاوس» التى تُنحت على ملامح وجوههم حليقة اللحية -بعد أن ضحوا بها على الرغم من سابق ادعائهم كذباً تمسكهم بها شكلاً- تأخذ ملمحاً جديداً عما اعتاد عليه المواطنون -فى سوابق رؤيتهم لهم- خصوصاً بعد أن «تبصُم» صبغة الشعر على أشكالهم بملامح جديدة أقرب إلى ملامح من يعرض «بضاعته» على راغبى المتعة، وهو ما اعتاد على رؤيته رواد منطقتى وسط البلد والعجوزة فى مطلع سبعينات القرن الماضى، ولا داعى لتحديد صفته، فالجميع يعلم من هو صاحب أحقر وأقدم مهنة فى التاريخ!!
وإذا كان هؤلاء «الأشاوس» يعيدون بابتسامتهم البلهاء المصطنعة محاولاتهم إيهام البسطاء بأنهم لا يهابون السجن والمحاكمة باعتبارهم مجاهدين فى الحق ويستهدفون نصرة العقيدة والشريعة، فإن مشهدهم هذا الذى يظهرون به أمام كاميرات التليفزيون وعدسات الصحف وهم يجلسون فى مقرات احتجازهم وأمامهم زجاجة للمياه وأخرى للعصير سرعان ما يتبدّل وهم يحاولون التهرّب من تحمّل مسئولية ما كانوا يرتكبونه من أعمال وما كانوا يهتفون به من فوق منصة رابعة أو النهضة إذ يسعى كل منهم جاهداً إلى التراجع بشكل مهين عن موقفه المعلن ويصر على إلقاء المسئولية على الآخر من ذات فصيلته!!
أعتقد أن ابتسامة أىٍّ من هؤلاء «الأشاوس» ترجع إلى توهّمه شخصياً بأنه قد حقّق هدفه بإسقاط ضحايا جدد -سواء من المتعاطفين مع جماعته «المختطفين ذهنياً» أو من أعضاء الجماعة ذاتها الذين يمثلون ملح الأرض بالنسبة لهم- بعد أن استجابوا لعمليات التحريض المستمرة لمواجهة الأمن ومحاولة إحداث أكبر قدر من الخسائر، فربما زيادة أعداد هؤلاء الضحايا قد تفيد «تجار الدم» من قيادات الجماعة وتقوية موقفهم إذا ما جرت معهم عمليات التفاوض، وهو ما يمثل سراباً فى حقيقة الأمر! وإذا كان هؤلاء «الأشاوس» قد كشفوا عن طبيعتهم «الشيطانية» برفضهم إرادة الجماهير التى ركلتهم خارج تاريخ الوطن ولم تكتفِ قيادات «جماعة الإرهاب» بإشعال حرائق الفتنة وترويع وقتل الأبرياء، بل أداروا سياسة انتقامية بدرجة وصلت إلى حد ارتكاب جرائم «الخيانة العظمى» باستدعائهم للقوى الأجنبية والاحتماء بها، فإن من حقنا أن ننفيهم تماماً خارج وطن استباحوه ولم يعرفوه فى أى يوم من أيامهم السوداء!
أعتقد أن كثيرين يتفقون على أن الوقت قد حان لأن تسترد الدولة «هيبتها» بعد أن تعرّضت لعمليات ممنهجة من التجريف بسبب بطء المواجهة مع هؤلاء السفاحين، أملاً فى عودتهم إلى رشدهم الغائب، وأن تتوقف على الفور عمليات استجدائهم «بمبادرات» ذات طبيعة مائعة لإدارة حوار معهم بزعم لمّ الشمل وإتمام التوافق بين جموع وفصائل وقوى الشعب، فهم أبداً لم يكونوا فى أى يوم من الأيام من هذا الشعب المتحضّر، ولم يعرفوا فى تاريخهم شيئاً اسمه الوطن!!
وإذا كانت شريحة من شباب الجماعة قد أفاقت من ذلك «الوهم» الذى أغرقهم فيه قياداتهم الشيطانية وشكلوا فيما بينهم دعوة جديدة «إخوان ضد العنف»، فإنه يجب الحرص فى التعامل معهم، فهم أيضاً قد خضعوا طوال حياتهم لتلك المعتقدات وجرت تنشئتهم بذات الأسلوب الذى جرت به تنشئة قياداتهم الذين يجب أن ينفرد بهم صحيح القانون، وأن تجرى محاكمتهم عن تلك الجرائم التى ارتكبوها بدم بارد، إذا كنا بالفعل ننشد مصالحة وطنية حقيقية، لا صورية تظل نيرانها مشتعلة تحت رماد «التصالح» الوهمى.