قبل 24 ساعة بدأ «مصريو الخارج» -فى بلاد تكتب حروف أبجديتها من اليسار إلى اليمين وأخرى تكتبها من اليمين إلى اليسار- فى الاصطفاف أمام «لجان التصويت» لاختيار من يرتضونه «قائداً» لهم طوال الأربع سنوات المقبلة، وإن كان ما تحقق على أرض الواقع من إنجازات يكشف عن من اختاروه بالفعل أو من سيكمل بعضهم اختياره اليوم أو غداً.. ليبدأ بعد 10 أيام مواطنو الداخل ذات المسيرة دون أن يلتفتوا إلى تلك الدعوات بـ«المقاطعة» التى تطلقها «جماعة الإرهابيين» وأتباعهم الذين يحلو لهم «المقامرة» بكل شىء حتى بمستقبل الوطن وأجياله المقبلة.
اصطفاف المواطنين أمام لجان الاقتراع بدا وكأنهم يشكلون حروفاً ليكتبوا «جملة صحيحة» فى دفتر أحوال الوطن أمام أعين العالم، لتكون «صفعة جديدة» على وجه «جماعة الإخوان الإرهابية» الذين كانوا يحلمون باستجابة المواطنين لدعوتهم الساذجة بالمقاطعة، باعتبار أن هؤلاء الإرهابيين ومدّعى الإسلام يستهدفون الوطن وسيظل «السيسى» عدواً لهم ينتهجون ضده كافة الوسائل فى محاولة يائسة «لإسقاطه» أو ضربه شعبياً أو على الأقل إحراجه أمام العالم.. ويكفى هنا ما جرى تداوله على المواقع الإخبارية ومحطات التليفزيون وصفحات التواصل الاجتماعى التابعة للجماعة الإرهابية إضافة لتلك الصفحات الإعلانية مدفوعة الثمن فى صحف عالمية لتأليب الرأى العام على مصر، وهو أسلوب غير أخلاقى ومنهج لجماعة «عاهرة» لا تدعو لمبادئ الإسلام السمحة أو قيمه النبيلة..!
وإذا كان «صقور مصر» وجنودها البواسل لم يبخلوا على الوطن حتى بأرواحهم وهم يدافعون عنه ضد «الإرهاب الأسود» فسنشاركهم فى مواجهته من خلال اصطفافنا أمام اللجان ولن نبخل نحن أيضاً على وطننا بدفاعنا عنه داخلياً فى مواجهة دعاة «الانهزام»، وحتى يكتمل المشهد الانتخابى الجديد -كما نتمناه نحن المواطنين- تجسيداً واقعياً لديمقراطية نسمع جميعاً وقع أقدامها يجب أن تتسع الفرص المتكافئة بين مرشحى «المنصب الأرقى» بالدولة، وأن يتاح كامل الحرية أمام الناخب ليُفاضل بين المرشحين لتنتهى الانتخابات نزيهة شفافة!! وهو ما يوجب على كافة أجهزة الدولة تكرار التزامها بـ«الحياد التام بين المرشحين» مرة أخرى -وهو ما كانت قد التزمت به فى انتخابات 2014- ولا تقدم على ما أقدمت عليه «مقدمة تليفزيونية» توهمت أن انحيازها للرئيس السيسى يتيح لها فرصة التقرب إليه كما اعتادت «منافقة الاستبن مرسى».
وإذا كان واقع الحال يؤكد أن المنافسة الانتخابية -إن كانت هناك منافسة حقيقية- تنحصر بين «السيسى» و«موسى مصطفى» على الرغم من الصعوبات التى يواجهها الأخير فى إقناع الناخب ببرنامجه، فى ظل تلك الإنجازات التى جرى تحقيقها خلال الأربع سنوات الماضية -وهو ما اعترف به شخصياً - فإن الأمر يُحمّلهما وأعضاء حملتيهما كامل المسئولية فى إتمام الاستحقاق الرئاسى فى أكمل صورة ليثبتا أمام العالم أن المواطن المصرى قادر على صناعة وصياغة مستقبله بكل حرية ونزاهة بعيداً عن محاولة إجباره على أى شىء!
هى مجرد بضعة أسابيع مقبلة وتعلن نتيجة الانتخابات ليؤكد المواطن أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى تحديد الأقدر على تحمل مسئولية قيادة وطن أصبح أبناؤه هدفاً لعمليات إرهابية تمارسها بعض الفصائل التى تختبئ خلف ستار الدين وتحت عباءة جماعة الإخوان «المهزومة»، إضافة إلى ما يحيط بالوطن من أخطار تتسابق بعض الدول على الزج به فيها، ولأننا مقدمون على «ثورة جديدة» سنشعلها جميعاً أيام 26 و27 و28 مارس الحالى داخل حدود الوطن -بأقلام جاف خلف ستائر لجان الاقتراع- ستمضى بنا قدماً باتجاه إتمام بناء الدولة والوطن، فلن تخدعنا نشوة أن أمر الانتخابات قد أصبح محسوماً وسيختار كل منا من يشاء، فالمهم هنا أن نبادر ولا ننتظر شيئاً، فالسماء لا تمطر ذهباً.. وسنحدد من «المقبل» ليعبر عن همومنا.. ويحقق أحلامنا التى بدت ملامحها تتجسد واقعاً.. ولن نلتفت إلى أى شعار زائف أو خادع ولن نترك مستقبل الوطن وأجياله المقبلة لأى مغامر! مشاركتنا فى اختيار من سيقود الوطن طوال الأربعة أعوام المقبلة أمر حتمى حتى نكمل المسيرة ويتحقق لمن يزاحمون الأموات فى سكناهم أحلامهم فى أن تضمهم جدران أربعة تصد أعين الغير عنهم، وينقلهم إلى واقع الحياة الآدمية كما جرى مع آلاف غيرهم.. حتى تمتد يد الإنقاذ لأطفال ملقون أسفل الكبارى غائبين عن الوعى نتيجة جوع أو «شمة كٌلة» لينضموا إلى نسيج المجتمع ويدخلوا إلى دائرة الرعاية الحقيقية.. حتى تطمئن كل أم افترسها القلق على مستقبل أبنائها.. ويغادر شبابنا «طابور البطالة» الذى انتظموا فيه طويلاً بدلاً من أن يتحولوا إلى «وليمة» لأسماك البحر المتوسط.. حتى تكفى «مفردات معاش» الملايين من أصحابه أدوية السكر والضغط أو الشلل الرعاش أو حتى ثمن بوتاجاز لزوم «ستر الابنة» التى تستعد للزفاف.. حتى يصبح «فيروس سى» ماضياً لن يعود ويجد من رفعت كُلاهم «الراية البيضاء» -استسلاماً لفشلها فى أداء وظائفها- سريراً فى مستشفى أو أى مستوصف أو وحدة صحية فى قرية أو نجع ليتلقى العلاج.. و«تتستر» هند التى فاتها قطار الزواج نظراً لأن «العين بصيرة والإيد قصيرة».. ويتعلم إميل ومحمد وزينب وإيفون «الكتابة وفك الخط» بعد أن حالت ظروفهم دون أن يلتحقوا بأى مدرسة..!
لكل هؤلاء سنصطف أمام اللجان ولن نُخدع مرة أخرى بدعوة من خدعونا ذات مرة وأوهموا بعضنا بأنهم «يحملون الخير لمصر» وهم فى حقيقتهم حملوا الدمار والخراب وتوهموا بأن يخدعونا مرة أخرى دون أن يدركوا أن «المؤمن لا يلدغ من جحر الإخوان مرتين»..! وإذا كان فقهاء اللغة العربية قد أقروا أن «الجملة الصحيحة هى فعل وفاعل ومفعول به» فإننا ندرك تماماً أن الجملة المفيدة فى أيامنا هذه لا تعدو إلا أن تكون «انتخابات وقائد وصفعة على وجه المفعول فيه وهم الإخوان وتابعوهم».. ولك يا مصر السلامة.