أنت كمواطن مطلوب منك: تمسك «مقشة» وتكنس الزبالة فى الشارع الذى تسكن فيه، وتمسك شمعة أو «كلوب» تنير به الشقق والبيوت لما النور يقطع بدلاً من أن تلعن الظلام، وليتك أيضاً تتعلم كيف تحمل «بستلة» أو «قربة» مياه -استلهاماً لتجربة السقّا- لتروى عطش البشر الذين يعانون من انقطاع المياه. قد يكون من المفيد أيضاً لو ساهمت بدور فى حل أزمة المرور واشتغلت «إشارجى» فى أوقات الفراغ. واعلم أيضاً أن لك دورا مهما لو عرفت أيضاً أن هناك منطقة صحراوية يحتمل أن توجد فيها آبار بترول، إذ عليك أن تسهم مع الدولة وتحمل فأساً و«قفّة» وتتحرك إلى هناك لتقوم بدورك بالمشاركة فى الحفر. فبذلك فقط سوف نخرج من «رقبة الإزازة» التى نعيش فيها إلى آفاق النهضة.
وإذا سألك سائل: وإيه لزوم الدولة أو الحكومة؟! فجاوبه بأن: الدولة والحكومة «شىء لزوم الشىء». فلا بد لكل شعب من حكومة تشكمه، ولا بد لكل حكومة من شعب «تفرمه» فى الشغل، لكى يتعلم كيف يبنى نهضته بسواعده. الدولة لدينا: حكومة وبرلمان ورئاسة تطبق نظرية «حضرة صاحب العمارة»، وهو رجل وضع يده على أرض ورفع فوقها إعلانا لطالبى الشقق، ولأنه رجل طيب، فإنه لم يطلب من أى ساكن دفع «مقدم» أو «خلو» ولا غيره، بل طلب منه أن يعمل مع إخوانه الحالمين بشقة فى بناء العمارة، وقد كان له ما أراد، واستطاع بمرور الوقت أن يحول المشتاقين الكثر إلى «فواعلية». وعندما جاءوا بعد البناء يطالبونه بعقود الشقق «جحّش» لهم صوته وسألهم: شقق إيه.. مش كفاية إنى علمتكم صنعة تاكلوا منها «بغاشة»؟!
لقد أصبح حل كل مشاكل المواطن بيده، وأصبحت الكرة فى ملعبه؛ لأن النظام الجديد يحب «المباصية»، وبالتالى فقد مرر الكرة إلى الجمهور، فى حين وقف اللاعبون والحكام والمدرب ومساعد المدرب وكذلك «المدلك» يتفرجون على الجمهور الذى يتناقل الكرة بيديه ورجليه ورأسه ووجهه وقفاه، بينما سقطوا هم فى نوبة ضحك هستيرى على هذا المشهد اللطيف. ولا تستبعد أن تلجأ الدولة -فى ظل النظام الجديد- إلى تطبيق «نظرية الجمعية» فى حل مشكلة العجز فى الموازنة، وهى نظرية مصرية عتيدة، من المؤكد أنك تعرفها جيداً، وفيها يتفق مجموعة من البشر على دفع مبلغ شهرى محدد، يقبضه أحد «الأنفار» المساهمين فيها مع طلعة الشهر، وقد طور النظام الجديد موضوع «الجمعية» أيضاً، إذ إنك ستدفع دون أن تقبض. ومؤكد أن نظرية «الجمعية» تلك تعد تطويراً مذهلاً لمنهج التسول الذى اخترعه نظام المخلوع.. مقشتك معاك، وشمعتك فى إيدك، وجردلك على كتفك.. ورينا الهمة!