قناعتى أننا فى ظروف خاصة ولحظة تاريخية استثنائية، كل معطيات الواقع الإقليمى والمحلى مختلفة عن الحالة التقليدية التى اعتدنا عليها، والرؤية الدولية للمنطقة مختلفة تماماً عما كان حاصلاً، والصراع الدولى على المصالح فى الإقليم يزداد احتداماً يوماً بعد يوم.
أن تخوض حرباً مسلحة فهذا طبيعى، أن تشتبك فى حربين تستطيع الاحتمال بصعوبة بالغة، إنما أن تشترك فى 3 حروب فالأمر يحتاج لتوافر قدرات شعبية وإرادة سياسية ذات مواصفات خاصة.
تقديرى أننا فى مصر نخوض الحروب الثلاث.. العسكرية ضد إرهاب إقليمى مدعوم بمساندة دولية، والاقتصادية فى معركة تنمية مع واقع اقتصادى واجتماعى مرير، والسياسية فى انتخابات رئاسية يسعى أعداء ثورة يونيو لإجهاضها وإفشالها.
الانتخابات الرئاسية التى ستنطلق فى داخل البلاد بعد غد الاثنين ولمدة ثلاثة أيام تتم وسط بيئة بالغة التعقيد، لأنك مطالب بدحر الإرهاب ومن دون ذلك لن تنجح فى جذب الاستثمار بمعدلات ملائمة ولن تحقق التنمية المنشودة، ووسط مظاهر العنف وتهديدات الإرهاب أنت مطالب بإجراء انتخابات سياسية لتؤكد للعالم أن الإرادة للناخب وليس للإرهابى أو دعاة العنف والفوضى.
نجاح الانتخابات يتطلب مشاركة الناس ومن دونهم فلا قيمة للعملية الانتخابية مهما كانت الضمانات، ومشاركة الناس تعنى بالأساس الاستقرار والدعم السياسى للدولة ومساندتها فى استراتيجيتها.
مهما بذلت الحكومة من جهود تظل مسألة المساندة الشعبية هى العامل الأساسى، لأن رأس المال لا يقبل بالعمل فى مجتمعات مهتزة أو تعانى عدم الاستقرار.
مهما كانت قدراتك العسكرية تظل مواجهة الإرهاب والإرهابيين تعانى خللاً من دون المشاركة الشعبية، وهى مشاركة لا تعنى حمل السلاح وإنما تعنى دعم جهود الدولة فى استكمال أدواتها ومؤسساتها السياسية بزخم شعبى.
لذلك لا تعتبر المشاركة فى الانتخابات الرئاسية دعماً لمرشح فى مواجهة آخر، إنما هى وبحق دعم للدولة فى مواجهة كل ما يحيط بنا من ظروف وأجواء سلبية معاندة تسعى وبعنف لأن تضرب استقرارك وتشعل فى داخلك حرباً أهلية تتحول بها الدولة طوائف.
لذلك لا أعتبر أن الانتخابات الرئاسية بعد غد مجرد عملية انتخابية تقليدية إنما هى فعلاً حرب ديمقراطية تنضم لمعسكر الحروب التى نخوضها ضد الإرهاب ومن أجل التنمية.
لا مستقبل من دون دولة قوية متماسكة ومعركة المشاركة فى الانتخابات خطوة على الطريق أثق أن الشعب سيؤكد خلالها وجوده وإرادته.