مولد «السيدة»: «زحام بوشين» رزق للباعة وخنقة للسكان
صورة أرشيفية
أسبوع كامل من الطوارئ، على جميع المستويات، فالأمن فى محيط المكان لمنع الشغب، والسكان يحاولون قدر الإمكان الخروج بأقل قدر من الخسائر، بينما الباعة وأصحاب المحال والمقاهى المحيطة فى السيدة زينب، لحظات الاحتفال بالمولد، يرون الأمر من منظور مختلف، فهو أسبوع طوارئ يعود عليهم بالنفع المادى، لكثرة مرتادى المكان.
يعمل طارق حمدى فى أحد المقاهى، الذى يقع على بعد أمتار من مسجد السيدة زينب، ولأن المقهى الذى يعمل به يقع بين محطة المترو التى تحمل اسم السيدة زينب، ومسجدها، فإن كثيراً من الزوار يجلسون عنده لبعض الوقت، إما للراحة من الحركة المستمرة، أو لشرب القهوة أو الشاى، بعيداً عن تلك المقدّمة فى الخدمات: «الناس بتيجى كتير حباً فى السيدة، واحنا هنا علشان حبايبها، وبنسترزق حلو كلنا»، يحكى الشاب الذى يحصل على إكرامية من البعض فى تلك الفترة تعادل ما يحصل عليه من مرتب ثابت، وبالتالى فإن عليه العمل أكبر قدر ممكن من الوقت، وخدمة العدد الأكبر من الناس: «القهاوى هنا كلها بتبقى زحمة، وبتجيب ناس تشغلها بزيادة علشان خاطر يكفوا الخدمة بتاعة الناس، والكل بيسترزق من أول صاحب القهوة لحد العاملين عنده».
«محمد»: «بنشتغل أحلى شغل»
على مدخل شارع يوسف السباعى محل لبيع عصير القصب، اختلف الحال لديه منذ انطلاق الاحتفالات بالمولد، الثلاثاء الماضى، ويتوقّع محمد على صاحبه، أن تزيد نسبة الإقبال على محله بشكل مضاعف حتى الثلاثاء المقبل، فى الليلة الختامية للمولد، واستعد للمولد بشراء كم أكبر من القصب، وأخرج مجموعة من الأكواب كانت فى انتظار زيادة درجات الحرارة: «أنا قلت أطلعها علشان المولد، الناس بتزيد والشغل بيبقى زى الفل، والمطاعم بقى اللى حواليا بتشتغل أحلى شغل». الزحام وإن كان إيجابياً بالنسبة للباعة وأصحاب المحال، إلا أنه أزمة لدى الساكنين، فالحركة من المنزل إلى المترو، بالنسبة للذين يقعون على مقربة من المسجد أمر صعب، ومع زيادة الأعداد يصبح دخول السيارات أمراً مستحيلاً: «يعنى ماباعرفش أدخل ولا أخرج بالعربية، ميدان السيدة زينب بيبقى شبه مقفول، والليلة الختامية بالذات»، يحكى تامر عدلى، أحد سكان السيدة: «بتبقى فترة صعبة بس بتهون لأجل حبايب الست».