ستظل هذة الأرض بجبالها الملونة التي لا يوجد لها مثيل في العالم وبرمالها الذهبية الخلابة ونجمات سماءها المتلألئة أرضاً مشعة بنور البركة والقداسة بشهادة الدين والتاريخ والإنسان.. إنها "أرض الفيروز" سيناء الحبيبة.
سيناء أرض الأنبياء التي أقسم الله بها وبجبل الطور الذي على أرضها في القرآن الكريم قائلا: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ" (٣) {التين}.. بعض المفسرين قالوا إن المقصود بالتين والزيتون هو التين الذي يؤكل والزيتون الذي يُعصر، والبعض الآخر قال إنه جبل التين في سوريا وجبل الزيتون في بيت المقدس، وهذا هو الأرجح لأن الآية الثانية المقصود بها جبل الطور في سيناء الذي يعتبر من البقع المقدسة التي ميزها الله في الأرض والآية الثالثة المقصود بها مكة المكرمة.. ميز هذا القسم أرضها التي بوركت بمرور كثير من الأنبياء عليها وهم الأنبياء الذين عبروا بها قاصدين الذهاب إلى مصر، إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وعيسى وأمه البتول.. من سيناء كلم موسى ربه تكليماً وعلى أرضها تجلى نور الله له بالنار التي أوقدت شجرة الزيتون المباركة التي منها سمع موسى صوت الله.. لذلك ستظل أرضا مباركة ومميزة من الله.
وهي مقبرة الأعداء لأن مثلث سيناء على الخريطة المصرية يعتبر الدرع الواقي لمصر من جهة الشمال، لذلك فهي تعتبر بوابة الحرب التي يتسلل منها الأعداء إلى الوطن.. والتاريخ الفرعوني خير شاهد على هذا الكلام، فمصر قادت أول حرب لها في التاريخ بأول جيش مصري نظامي بقيادة أحمس وكانت هذة الحرب دفاعية هدفها التصدي للهكسوس العدو الأول لمصر زمن الفراعنة، والهكسوس هم شعوب بدوية من أصول عمورية دخلت مصر من سيناء، لكنهم هزموا هزيمة ساحقة ودفنوا فيها لذلك تعتبر مقبرة للغزاة.
وهي البوابة إلى جنة الشهداء، لأن رمالها إرتوت بدماء الشهداء عبر العصور وكأن أرضها هي بوابة الدخول إلى الجنة من خلال الشهادة في سبيل الله.. سالت دماء المصريين في أول حرب تاريخية بين مصر الفرعونية والهكسوس وتوالت الحروب عبر التاريخ المصري مروراً بفترة الخلافة الإسلامية وفترة حكم الأسرة العلوية حتى العصر الحديث حينما دخلت مصر حرب أكتوبر ١٩٧٣ وحققت النصر على الجيش الإسرائيلي بفضل بطولات أبناء سيناء وسالت الدماء المصرية الزكية على أرض سيناء في نهار رمضان وكانت سيناء بوابة إنتقال الشهداء من الأرض إلى السماء ومن جحيم الحرب إلى جنة السلام.. ومازالت سيناء تواجه حروب متتالية على الإرهاب الأسود الذي يهدف إلى النيل من أمن وإستقرار مصرنا الحبيبة ومازالت الدماء تسيل ويكثر عدد الشهداء من الجيش والشرطة، الذين يبذلون حياتهم وأرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي.
اليوم ٢٥ أبريل ٢٠١٨ عيد تحرير سيناء حينما استردت مصر السيادة الكاملة على سيناء ما عدا طابا ورفع العلم المصري على أرضها في عام ١٩٨٢ بعد مباحثات السلام التي تمت بين مصر وإسرائيل.. ثم حررت طابا عام ١٩٨٩ ورفع الرئيس الأسبق محمد مبارك علم مصر على طابا المصرية معلنا نداء السلام من فوق أرض طابا.. التاريخ لا يمكن تزويره، انتصار أكتوبر تم في عهد الرئيس محمد أنور السادات، وتحررت سيناء في عهده، وبفضل قيادته الحكيمة وكذلك معاهدة كامب ديفيد للسلام.. ثم تحررت سيناء كاملة في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
نتمنى أن يزول الإرهاب الأسود الذي يتصدى له جيشنا المصري العظيم بكل قوة وحزم في العملية الشاملة سيناء 2018.. نثق أن مصرنا الحبيبة قادرة على اقتلاع جذور الإرهاب من سيناء ونثق في قوة جيشنا المصري وفي قيادة رئيسنا عبد الفتاح السيسي الذي سيحرر سيناء في عهده بمشيئة الله تعالى.