«أحمد ماهر».. المتبرعون يمنحون أموالهم للمرضى على الأَسِرََّة.. ولا توجد إدارة مخصصة للتبرع
مستشفى أحمد ماهر
صرحٌ فى قلب مدينة القاهرة، يتوافد إليه الغلابة من ساكنى الأحياء الشعبية المحيطة به ومن المحافظات القريبة من القاهرة، على مدار 64 عاماً منذ شرع فى تقديم الخدمات الطبية، حتى كان النواة الأولى لتكوين الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية التابعة لوزارة الصحة، وصار اسم مستشفى أحمد ماهر التعليمى منتسباً لها منذ عام 1975.
وجوه أنهكها الفقر والمرض، يبحث أصحابها عن الشفاء فى مستشفى حكومى لا تعرفه إعلانات التليفزيون. مشهور لكنه غير مرئى لأن اسمه وصورته لا تنفذان إلى البيوت عبر شاشات التليفزيون، تلك المعادلة تحققت فى مستشفى أحمد ماهر التعليمى الذى يضم نحو 13 عيادة خارجية «باطنة، أطفال، أسنان، جلدية، أنف وأذن وحنجرة، رمد، عظام، مسالك بولية، صدرية، نسا وتوليد، عصبية، أورام، قلب»، ويحفظ طريقه مَن لا ملاذ لهم غيره عن ظهر قلب.
عند مكتب الإدارة التابعة لمدير المستشفى يتوجه مَن يرغب فى التبرع للمستشفى والذين بدورهم يسلمونه إلى مسئول الأمن الذى يوضح له الطريق، كما ذُكر، لـ«الوطن»، عن كيفية التبرع لذلك الصرح الطبى، حيث تتم الإجراءات كلها فى «الخزينة» ولا توجد إدارة مستقلة للتبرعات.
نائب مدير المستشفى: المساهمات الخيرية تغطى 1% من احتياجاتنا.. واللائحة لا تتضمن تنفيذ إعلانات
ممرات متداخلة، يتراص فيها أهالى المرضى أو المرضى أنفسهم أمام نافذتين حديديتين لقطع تذاكر لصرف العلاج وما إلى ذلك من المستلزمات التى تنهيها إدارة «الخزينة»، وهى نفسها التى تستقبل المتبرعين، إلا أن موظفيها لا يرون منهم الكثير فهم قلة لا تذكر، كما قال الموظفون داخل الحجرة الصغيرة، لـ«الوطن»، حيث يعتاد أهل الخير حمل أظرف بها مبالغ ويتجهون إلى المرضى أنفسهم على أسِرَّة المستشفى ويسلمونهم التبرعات فى أيديهم حسب الحالات التى يرصدونها ومَن يرون أنهم بحاجة إلى تلك الأموال، وتلك هى المشكلة التى تشكو منها إدارة المستشفى.
أما التبرعات التى يتسلمها موظفو «الخزينة»، بعد موافقة إدارة مستشفى أحمد ماهر بالسيدة، فهى قليلة، واختلاف طفيف بين التبرعات المادية والعينية، ففى الحالة الأولى حيث يملك شخص مبلغاً يتوجه المتبرع إلى الخزينة ويحصل على إيصال بقيمة ما تبرع به، وبداخل تلك الحجرة الصغيرة ستزيد جلسة المتبرع قليلاً إذا ما أراد التبرع العينى بـ«كرسى متحرك» وما إلى ذلك من مستلزمات قد تحتاجها العيادات داخل المستشفى، حيث يجب أن يتوافر مع المتبرع فاتورة لـ«الجهاز أو الأداة» التى يريد التبرع بها ومعها صورة بطاقة شخصية فقط.
وقرب الخزينة توجد حجرة الصيدلية الرئيسية للمستشفى، التى تفتح أبوابها للسائلين عن أدوية قد تكون صيدلية المستشفى بحاجة إليها، ولا يبخلون فى الرد، إلا أنهم يكثفون الأنواع فى 3 أدوية يحتاجها قسم الاستقبال، وهو القسم الأكثر سحباً بين أقسام المستشفى، على حد قولهم؛ نظراً للحالات الطارئة التى يصادفها دائماً وبمدد زمنية قصيرة، وتتركز على «حُقن» للحساسية والمغص ومراهم للحروق.
ورغم أن المستشفى يعج بكثير من الحالات المرضية التى بحاجة للعديد من المستلزمات الطبية، فإن قيمة التبرعات التى يتلقاها «أحمد ماهر» بالكاد تغطى 1% من احتياجاته، وفقاً للدكتور محمد جمال، نائب مدير المستشفى، لـ«الوطن»، الذى أكد أن المستشفى نظم تلقياً للتبرعات بصورة رسمية بحتة.
وفيما يتعلق بزيادة نسبة التبرعات من خلال الإعلانات، أوضح «جمال» أن اللائحة الخاصة بالمستشفى لم تتضمن ذلك على الإطلاق، حيث لم يتم تخصيص جزء من ميزانيته لصناعة وتمويل الإعلانات، أو وجود قانون يتيح ذلك لكونه مستشفى حكومياً وليس مؤسسة ربحية، على حد قوله.
أحمد عبدالفتاح، مدير شئون المقر بالمستشفى، المسئول عن التوجيه فيما يخص التبرعات، يشرح لـ«الوطن» سبل التبرع فى ظل عدم وجود إدارة لذلك، قائلاً إنها تنقسم إلى شقين، أحدهما نقدى ويدخل لصندوق الزكاة الخاص بـ«أحمد ماهر» ويحصل المتبرع على إيصال رسمى به، بينما الشق العينى الثانى يتم بأن يتقدم المتبرع ببيان يتضمن نوع الجهاز الذى يريد تقديمه إلى مدير المستشفى للموافقة عليه ونقله فيما بعد إلى المخازن لتسلمه. وتتنوع أشكال التبرعات للمستشفى بين كراسى متحركة وأخرى لنقل المرضى أو أجهزة تنفس أو تكييفات، وفقاً لقدرة المتبرع، بحسب «عبدالفتاح»، مضيفاً أن ذلك يتم على فترات متباعدة.