بحثت كثيراً عن المعنى المتكامل للرجولة فوجدت الإجابة عند أبونا آدم، عليه أفضل الصلاة والسلام، كان أبونا آدم هو النموذج الأول للرجولة، وبسلوكه وضع لنا معانى الرجولة المتكاملة.. وكل من سار على دربه نجح فى أن يكون رجلاً بمعنى الكلمة.. ومن قصروا كانوا مجرد ذكور وليسوا رجالاً.. فماذا علمنا آدم:
1- عندما خلق الله البشر كانت بداية الخلق «آدم» الرجل محور هذا العالم البشرى وأساس وجوده، وهو ما ألزم الرجل بالمهمتين الأساسيتين، عبادة الخالق سبحانه وتعمير الأرض.
2- الله العظيم خلق أمنا حواء من ضلع آدم لتؤنس وحدته وتعيش معه وتكون شريكه الأساسى فى إنتاج البشرية.. فهى الزوجة والحبيبة والأم والأخت والابنة، وأصبح آدم الرجل مسئولاً عن كل أفراد أسرته ولا يفرق بينهم.
3- الرجل آدم حمل أمانة الحفاظ على الأرض والسماء فأصبح واجبه حماية الموارد الطبيعية من ماء ومزروعات وهواء ومعادن وغيرها من الماديات، كما يصون القيم والأخلاقيات ويكافح بكل ما يملك من قوة وعقل وعواطف ليحمى الكون كله.
وعلمنا آدم أن الرجولة ببساطة تعنى اتخاذ الموقف والسلوك الصحيح مهما كانت التحديات والمصاعب.. والرجل هو من يتعامل مع المواقف بما يحفظ كرامته ويصون أسرته ويحمى المجتمع والوطن والبشرية كلها من كل شر مادى أو معنوى ويقود نفسه وأسرته والآخرين فى الاتجاه الصحيح الذى يحقق مصالحهم جميعاً، والرجل الشاب هو ذاته من يحدد ما يريده من الحياة، فيبحث ويسأل ويتعلم ويقرر مستقبله.. هو الذى يُعمل عقله ويختار مهنته وهوايته وطريقة تعامله مع أبيه وأمه وإخوته وأصحابه وأساتذته ورؤسائه فى العمل وجيرانه.. وهو الذى يختار زوجته ليصنع معها مستقبله ويقيم بيتاً وحياة هادئة.. ولا يهتز أو يهرب أمام المشاكل والصعوبات وإنما يواجه المواقف بشجاعة، وإذا اعتدى عليه أو على أسرته أو وطنه أحد يهب الرجل ويقاتل لوقف الاعتداء ورد المعتدى الآثم.. هل يدرك الشباب معانى الرجولة؟؟ أشك!!
ندعو الله سبحانه أن يحفظ الرجولة.. والله غالب.