لا أجد أى تفسير لظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير فى مجتمعنا، وهى إفشال أى عمل أو إنجاز سواء بسبب عدم دقة التنفيذ أو عدم المتابعة والتقييم، وهو الأمر الذى يجعلنا، فى البداية، نبهر من حولنا بأفكارنا وننبهر بما حولنا، ثم سرعان ما نصطدم بالنتيجة النهائية ومن قبلها بشكل التنفيذ.
تخيلوا يا سادة أنه أثناء مرورى على طريق صلاح سالم يوم السبت الماضى، العاشرة مساء، وجدت أعلى كوبرى السيدة عائشة فى اتجاه مصر الجديدة «توك توك» يقف عكس الاتجاه، ويقوم راكبوه بفك جزء من «سور الكوبرى» وتحميله بداخله، والمعروف أن كوبرى السيدة عائشة من أكثر الكبارى التى تشهد حوادث مرورية، وهو ما يعنى أن عدم وجود «سور» يزيد من مخاطر الحوادث، والطريف أننا جميعاً اكتفينا بالمشاهدة والتعجب والسخرية، باعتباره مشهداً غريباً لا يمكن تخيل حدوثه، وهو ما يؤكد على المثل الشعبى الساذج «الحلو دايماً مبيكملش».
ولا أعرف هنا أين الأجهزة المحلية المسئولة وكاميرات المراقبة فى مثل هذا المكان الحيوى مرورياً من متابعة ما حدث والتدخل بشكل فورى سريع؟
من جهة أخرى، تذكرت أيضاً ما يحدث فى مطار القاهرة، وأشهد أن «مصر للطيران» تعد واحدة من أفضل شركات الطيران، وأن أسطول الطائرات المصرية يعد الأفضل من الطيران النمساوى والألمانى، بعد أن منعت تلك الشركات طائراتها الكبيرة من رحلاتها إلى مصر، وقصرتها على الطائرات الصغيرة الضيقة بسبب خسائرها من عدم تحقيق تكلفة رحلات الطائرات الكبيرة، وهو الأمر الذى زاد من أفضلية السفر على «مصر للطيران»، ولكن «الحلو دايماً مبيكملش» بسبب بعض التصرفات البسيطة التى تضر أكثر مما تنفع، على غرار ما يقوم به حاملو الحقائب عند أبواب التفتيش وما يقوم به عمال النظافة من مطاردة للمسافرين سواء بالوجود أمامهم والتحرك معهم أو بقاموس الكلمات المعتادة مثل: كل سنة وأنت طيب وربنا يخليلك العيال وغيره للحصول على «البقشيش».
بالإضافة إلى الصعوبة التى تجدها فى الحصول على المعلومات سواء بسبب عدم توافر أماكن واضحة ومعلومة لمساعدة المسافرين أو بسبب عدم وجود من يقدم تلك الخدمة فى الأماكن المخصصة لذلك، فضلاً عن الرد بأسلوب لا يرتقى فى بعض الأحيان إلى أى شكل من أشكال الذوق، بالإضافة إلى رحلة العذاب فى العودة بسبب عدم السماح للسيارات بالوصول لباب الخروج، وما يتبع ذلك من السير فى طريق منحدر وغير ممهد للوصول للمنطقة المخصصة لانتظار السيارات.
لا أجد أى تفسير منطقى لعدم التزامنا بالنجاح والجودة حتى نهاية العمل أو مراحل تحقيقه، مع العلم أنه أمر بسيط لا يحتاج سوى إلى تنظيم دقيق، ثم متابعة مستمرة.
نقطة ومن أول السطر..
من غير المقبول، ونحن فى طريق بناء مصر جديدة، أن تظل لدينا ظاهرة «فكر واجرى» أو «فكر ولا تنفذ» أو «نفذ ولا تتابع».