ارفعـــي عنكِ يا فتــــــاتي النقــــابَ
وكفـــى ذلك الجمـــــــالُ احتـــجابا
مرَّ عُـمْـــــرٌ حرمْـتِـنِـي من سنـــاهُ
فأريـنـيــــهِ واكسبــــي بــــي ثـــوابا
لا تخــــــــافي فتى أحبكِ يــــــوما
لست ذئبا إن كنتِ خفتِ الذئـابا
كــــــم تَـمـنَّـيتُ أن أراه ولكـــــنْ
كــــــان دوما يُـطيـــلُ عني الغيـابا
كيف ذا الوجهُ هل كما في خيـالي
فرســـــومُ الخيــــالِ ليستْ ســـرابا
قــــــدري أن يــرى الجمالَ خيالي
وتــــــــرى عيناي البـُــكــا والعـــذابا
ما بنتْ في قلبي السعادةُ صـرحا
طـــــولَ عُـمري إلا وصـــار خــرابا
أنا والله لسـتُ أعلــــــمُ دائــــي
لستُ أدري لــمَ امتــلأتُ اكـتـئــابا
ربما أنــــتِ بعــــضُ دائــــي ولكنْ
كيــــــف أهــوى داءاً وأبغي جوابا
فســـأبقى صــــــديقيَ الهـــمُّ حتى
يشهــــدَ النـــــاسُ فيَّ يـــوماً مُصـابا
وستبقى الدمــوعُ تنســجُ شعري
فيظــــــنَّ الذي يــــــــــراني عُـجابا
وسيـبـقـى الأسـى ليغـــزلَ ثــوباً
أكــتســــيـــــهِ بيــــن الورى جلبــابا
آهِ يا قلبُ قــــــد مللتُ بكــــائي
أوَمــــا ملَّتِ الدمـــــــــوعُ انســــكابا!
آهِ يا قلبُ صــــــار ليلي طويلا
وتـــــــوارى القُـمَــيـــرُ عنـــي وغابا
وجفــوني تخاصمتْ من سُــــهادٍ
حيـــن مــرَّ الماضـــــي بقلبي شهابا
رحـــــل الماضي تــــاركاً ليَ ذكرى
كـــلَّ ليـــــــلٍ تقــــــودُ فيَّ انقــــلابا
بـارك اللهُ في حيـــــاتكِ فامضي
واذكـريـنـي ولا تُــــــزيلي النـــــقابا
ما انتفــــاعي برفعــــه وريــــاحُ الـ
ــبُـعْـدِ تُـــــذري بـمُـقــلــتـــيَّ التــرابا
اتركيــــه يـحْـجـبْـك عـن غرمائي
أنا أصـــــــلاً أرى الحيـــــــاةَ ضبابا
ودعي لي الخيــــالَ يرســمُ إني
قــــد وجــــدتُ الخيـالَ للنفس طابا
فبنــــــاءُ الخيــــــال يبقـى ولكن
إن رأتــــــه العيـــــونُ صــار خرابا