أن تنظر لعينيها أمر يكفيك لتنسى الهموم، وترمى وراء ظهرك ألاف الأسهم التي تنال منك، لكنك لا تبال سوى بعينيها، سوى بأنك أصبح لك شريكاً ترضاه، وتحبه، وتقدره، بل أنك أصبحت لا تستطيع أن تحيا بدونه، حقيقة.. لا قولاً يراد به "غزل" عابراً.
أتذكرها حين رأيتها أول مرة وأنا منكب على عملي؛ فنظرت إليها، وابتسمت، ثم عدت للعمل ضاحكاً، وتغير "مودي" من الحزن، وعدم المبالاة إلى ابتسامة هيأتني لأن أبدع، لكن دون إفصاح.
ظللت لسنوات، ولا أبالغ، أبحث وسط آلاف الحدائق لأجد زهرة مثلها، لكن لم أجد؛ فيكفي أن أسمع نبرة صوتها لـ"تصنع اليوم"، وتملأ البهجة صدري؛ فاقتربت من هذه، وهذه، لكن لم أجد "إيمان" بداخلي لهم مثلها.
مرت أشهر، وتقابلنا، وتحدثنا، وكان العمل ستار حرصي على الحديث معها، لكن دون الإفصاح عما يحويه القلب؛ فإن "مثلي لا يُذاع له سرُ"، لكنى اخترت أن أزيل "الستار" بعدما وجدت استجابة لـ"حلمي المكنون"، لأفصح لها عما بداخلي، وتصبح لي "شريكة"، أتمنى أن تتحول إلى "زوجة".
نعم، ها أنا أعترف أني "أحبها" أمام الجميع دون مواربة أو خوف.. ها أنا أعترف بأنها أسرتني عن الحياة، لتصبح الهدف والغاية، لتصبح قلبي النابض، وسعادتي، وشقائي أيضاً؛ فكما يقولون حين تبتسم فإن الدنيا بأسرها تبتسم، وحين تزمجر؛ فإن الحياة تتوقف حتى تبتسم، لتثبت لي أنها أصبحت "حياتي" بالفعل، وليست مجرد غزل كنت اعتدت أن أقوله لها.
لكن السعادة لا تكتمل بسبب "شوائب هامشية" تتراكم حتى تصبح "كومة قش" تحتاج الإزالة، بينما اليد عاجزة عن التنفيذ، ليطل شبح الحزن يخيم على الجميع، وسط ابتسامات مصطنعة تحتاجها الحياة.
بيد أن آلاف الأحلام تبخرت لسوء تدبير، أو لخوف من ردود أفعال، لكنى اليوم أعلنها صريحة أنها "الحياة"، وأنى نذرت نفسي للوطن، وهي من بعده، لأحيا لها حتى تصبح "السعادة" عنوانها؛ فهي لي "الحياة".
وختاماً.. كل عام وانتِ معي.. كل عيد وانتِ "الحياة".. وأعدك أن تكون "السعادة" عنواننا رغم "صعوبات الحياة".