- حينما تسمع رئيس الوزراء المصرى، الذى هو بنفسه وذاته وبيده صاحب قانون التظاهر ومُتجاهل تعديلات المجلس القومى لحقوق الإنسان، يعلن مساء تظاهرة مجلس الشورى عن نيته الإفراج عن الشباب المقبوض عليه بطريقة المحبة والود وجلسات المصاطب، ثم يخرج فى اليوم التالى ليعلن فى مؤتمر صحفى للحكومة عن تمسكه بالقانون وعدم التراجع فيه!! فلا تتعجب فالببلاوى مش ببلاوى وهو رئيس وزراء، وتيقن من مقولة «إكرام الببلاوى دفنه» فهكذا قضت حكومة الجرحى على الرجل وتركتنا ومصرنا على جهاز التنفس الصناعى!
- حينما يُصرح الغرب والأمم المتحدة برفضهم لقانون التظاهر المصرى لأنه مخالف للمعايير الدولية وأنهم -يا حرام- لا يتحملون رؤية تعامل الأمن بشكل سيئ مع المصريين لرفضهم قانون التظاهر!!!! فلا تتعجب وانظر لتلك التصريحات بمنطق «إن طلع العيب من أهل العيب»، وابحث على المواقع عن طريقة تعامل الأمريكان والبريطانيين مع المتظاهرين فى بلادهم الرافضين للكثير من الأمور. لتعلم أن الحداءة لا تلقى بالكتاكيت وأن الخطة الأمريكية الهادفة لجعل 2014 عام الحروب الطائفية فى مصر تجرى على قدم وساق وبفاعلية. وأنهم لن يتركونا بعد وقف مخططهم فى المنطقة ولذا كان التصالح مع إيران. فكما كان الإخوان سبيل أمريكا فى تحقيق الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979 وفقا لخطة بريجنسكى، مستشار الأمن القومى الأمريكى، لا بد أن يرد الملالى الجميل للإخوان.
- حينما ترى شبابا مغيبا وشبابا مدفوعا من البعض يخرج لتحدى سلطة الدولة وكسرها فى مظاهرات بلا تصريح عقب إصدار قانون الطوارئ -الذى نختلف على إطار إصداره لا على أحقية الدولة فيه- اعلم أننا لسنا بحاجة لمتآمرين من الخارج لإهلاك وطننا، لأنهم يعتمدون على بشر فى مصر يحملون لقب مواطن للقيام بما يريدون فى طريق هدم الدولة، وأننا نقدم لهم ما لم يحلموا بتحقيقه بأيدينا.
- حينما تسمع شبابا شارك فى الثورة -أيا كان الانتماء لتمرد أو لكيان 25 يناير- يرددون أنهم من ضحوا بأرواحهم لتحقيق الكرامة والحرية للشعب المصرى، وأن من حقهم حكم الوطن أو تقلد المناصب فيه، وأنهم وافقوا على قانون التظاهر لتطبيقه على الإخوان وحسب! اعلم أن الترامادول لم يكن حكرا على الإخوان وقت تقلدهم السلطة فى مصر وأننا بحاجة لتطهير النفوس قبل المؤسسات.
- حينما يتم الحكم على 14 من فتيات الإخوان فى الإسكندرية بالسجن لمدة 11 سنة فى ثلاث تهم بالحد الأقصى للعقوبة دون إدراك لروح القانون والهدف منه والوضع السياسى للوطن وحالة التربص التى يتعرض لها، اعلم أن سوء التعليم لم يكن بعيدا عمن التحقوا بمهنة القضاء، وأنهم كغيرهم أخذوا تعليما مهلهلا ناقصا لم يمنحهم البصيرة قبل البصر.
- وحينما يتم تسريح الفتيات اللاتى شاركن فى مظاهرة الشورى بدون تصريح بدعوى أنهن فتيات ولا يجب أن يبتن فى الحبس وجبر الخواطر على الله.. اعلم أننا لدينا حالة فقدان رؤية فى الشبورة، لأن القانون من أيام فؤاد المهندس لم يكن يعرف زينب ولا يفرق بين رجل بشنب وبنت من غير شنب، وإلا لماذا حاكمنا بنات الإخوان يا سادة؟! لا حول ولا قوة إلا بالله.
- حينما تعلم أن ترتيب مصر فى قائمة الدول الفاشلة هذا العام هو المركز 34 وأنها جاءت بعد السودان وتونس واليمن وغيرها من الدول، اعلم أن الفشل ليس وليد اليوم ولكنه نتاج سنوات، وأن الجيش حتى تلك اللحظة هو الحامى الأول لدولتك من الانهيار فى نفق الفشل، وأن علينا النظر للغد وعبور الأزمات بروح واحدة.. فلا وقت للخلاف.