بذل الشيخ جهدا كبيرا ليقنعنا أن معظم الاكتشافات العلمية الحديثة جاءت كلها أو معظمها في القرآن الكريم وعليه فإننا سبقنا علماء الغرب بأكثر من 1400 سنة! أخذته الحماسة وكأننا في حاجة للتأكد من أنه كتاب الله المنزل على رسوله الكريم أو أن درجة الإيمان في نفوسنا ليست بالقدر المطلوب!
الحضور طبعا كانوا منبهرين فبعضهم يقول سبحان الله والآخر يحمد الله على نعمة الإسلام وهكذا.. الذي أعلمه أن العلماء الأوروبيين وفي أمريكا واليابان والصين لا يعلمون شيئا عن قرآننا ولم ينتبهوا إليه أصلا في أبحاثهم.. هم يجتهدون فقط في المعامل والهيئات البحثية للوصول إلى نظرية علمية أو اكتشاف يكون مفيدا لهم ولبلادهم أو للبشرية عموما.. أما نحن فقد اكتفينا بالتفاخر أن هذا الاكتشاف موجود في كتابنا المقدس ولم نبذل أي جهد للوصول إلى حقيقته العلمية!
هذا النمط من التفكير الرجعي هو الذي جعلنا نستورد منهم الغذاء والدواء والآلات ومعظم الأشياء التي تجعلنا نساير الحياة العصرية الحديثة.. المؤسف حقا إننا نقع تحت رحمتهم بالفعل في أشياء أكثر من ضرورية لا غنى عنها مطلقا.. نفعله مع أن الدين حثنا في مواطن كثيرة (القرآن الكريم والسنة معا) على الأخذ بأسباب العلم والسعي الحثيث نحو عمارة الكون بمعناه الواسع وليس إلى هذا الكسل الذي يدعو إليه الشيخ!