بدأ في الستينيات وينتظر استفتاء.. محطات البرنامج النووي الإيراني
صورة أرشيفية
إجراء استفتاء شعبي بشأن البرنامج النووي والحدّ من تخصيب اليورانيوم، اقتراح للرئيس الإيراني حسن روحاني، وفقا لما ذكرته "روسيا اليوم، موضحا في كلمته أن المادة 59 من الدستور الإيراني المتعلقة بالاستفتاء، من شأنها فتح الطرق المغلقة وهي نافذة مفتوحة أمام المواطنين في أي وقت إذا اقتضى الأمر.
وأكد الرئيس أنه تقدم عام 2004 عندما كان كبير المفاوضين الإيرانيين حول البرنامج النووي إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، بمبادرة إجراء استفتاء على القضية النووية، وأيّد المرشد هذا الاقتراح، لكن الأمور تطورت على نحو مغاير مع تغيّر الحكومة، متابعا: "لكن على أي حال فإن المادة 59 يمكنها تمهيد السبيل في أي مرحلة كانت".
وسيمنح مثل هذا الاستفتاء في حال تنظيمه الحكومة الإيرانية غطاء سياسيا إذا قررت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم فوق النسبة المحددة بموجب الاتفاق النووي المبرم بين طهران و"السداسية" الدولية عام 2015، وفقا لما جاء في روسيا اليوم.
وتستعرض "الوطن" أبرز المعلومات حول البرنامج النووي الإيراني، وفقا لدراسة المركز الديمقراطي العربي، والذي حملت عنولن "البرنامج النووي الإيراني والصراع على الشرق الأوسط"، والذي جاء كالآتي.
- يعود تاريخ إيران النووي إلى منتصف الستينيات من القرن الماضي من خلال التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار برنامج ذرة من أجل السلام، الذي أطلقه الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور، في عام 1953، ثم من خلاله جرى توقيع أول اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية عام 1957 وانطلق عام 1960.
- حصلت إيران بموجب هذا الاتفاق على أول مفاعل للأبحاث في جامعة طهران "TRR" عام 1967 بقوة 5 ميجاوات، وكان هذا التعاون ثمرة لعلاقات استراتيجية إبان فترة الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي.
- وبعد أحداث وصراعات واستقطابات كانت خطط شاه إيران آنذاك، محمد رضا بهلوي، تقوم على أساس إنشاء 23 مفاعلا نوويا لتكون جاهزة بشكل كامل في منتصف التسعينيات من القرن العشرين، لتغطي عموم المساحة الإيرانية بتكلفة 30 مليون دولار أمريكي، وهي مفاعلات يمكنها إنتاج البلوتونيوم الذي يشكل العنصر المهم لصناعة الأسلحة النووية.
- وفي عام 1968، وقعت إيران علي معاهدة الحد من انتشار وتجربة الأسلحة النووية، وأصبح التوقيع نافذاً عام 1970، وأكدت الفقرة الرابعة من المعاهدة حق إيران في تطوير وإنتاج واستعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية، وامتلاك المواد والأجهزة والمعلومات التكنولوجية والعلمية دون تمييزها عن غيرها من الدول.
- بعد سقوط الشاه توقف البرنامج النووي الإيراني من عام 1979 إلى عام 1984 نتيجة للحرب العراقية – الإيرانية من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن قائد الثورة الإيرانية الإسلامية "الخميني" كانت له رؤية أيديولوجية تتمثل في تحريم استخدام أسلحة الدمار الشامل.
- وخلال الحرب العراقية الإيرانية، قصفت الطائرات العراقية مفاعل "بوشهر-1" 6 مرات، خالقة الحرب دمارا في البنية التحتية الإيرانية، فلذا كان من أول أولويات الدولة الإيرانية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية البحث عن العقود السابقة مع الدول الأوربية لبناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية.
- كانت حكومة "رفسنجاني"، رئيس إيران الأسبق حتى عام 1997، ترى أن توليد الطاقة الكهربائية يعد أساسا في إعادة تشغيل المعامل التي أغلقت منذ زمن الشاه بعد تحسينها لإعادة بناء إيران، ومع مرور الوقت استنتجت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد زيارات عدة إلى مواقع إيرانية أن هناك عددا من المنشآت التقنية ذات خصوصية حساسة إما في بداية عملها أو لا تزال تحت الانجاز أو في طور التخطيط للإنجاز.
- وفي 21 أكتوبر 2003، أعلنت إيران أنها ستتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA بكل شفافية ووضوح، وأنها ستوقع البروتوكول وتوقف كل نشاطات التخصيب.
- وبعد توقيع البروتوكول الذي أعطى للوكالة حق التفتيش الاستثنائي اعتبرت إيران متعاونة بحسب الوكالة ولكن ليس بالمطلق، وفي 18 يونيو 2004 صوت أعضاء مجلس أمناء الوكالة الدولية، وثلثهم من الأمريكان بوجوب إشعار إيران بأنها لا تقدم دعماً كاملاً للبروتوكول لاسيما بعد تأجيلها لزيارة وفد من الوكالة لعدد من مواقع أجهزة الطرد المركزي P2 وعدم تسليمها مخططات وتصاميم هذه الأجهزة وكذلك نتائج أبحاث أجرتها حول تحويل واختبار مواد نووية.
- ومنذ هذا التاريخ أخذت أمريكا وحلفاؤها في مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالادعاء المباشر بأن مشروع إيران النووي هو مشروع تسلحي يسعى لإنتاج قنبلة نووية بأقرب فرصة ممكنة.
- وفي أوائل العام 2006، رفضت إيران المقترح الروسي بنقل عمليات التخصيب إلى الأراضي الروسية ضمانا لعدم لجوء الإيرانيين لاستخدامه في أغراض تصنيع سلاح نووي وقوبل الرفض الإيراني باتفاق في وجهات النظر الأوروبية والأمريكية ودعم روسيا والصين على ضرورة أن توقف إيران برنامجها النووي بشكل كامل.
- وخلال العامين 2006، و2007 ظلت إيران تلعب على عنصر كسب الوقت مع الترديد الرسمي المستمر من قبل قادة إيران على أن البرنامج النووي الإيراني لن يتوقف تحت أي ظرف ومهما كانت العقوبات وأنه موجه لخدمة الأغراض السلمية للطاقة.
وبعد العديد من التدخل الدولي خلال الأعوام السابقة، وقعت القوى العالمية وإيران اتفاقا تاريخيا للحد من برنامج إيران النووي مقابل الحصول على إعفاء مالي من مليارات الدولارات من العقوبات الدولية، ليعلن بعدها بأشهر رئيس الولايات المتحدة آنذاك، باراك أوباما، أن إيران أوفت بالتزامات رئيسية في الاتفاق، وفقا لما جاء بـ"سكاي نيوز".
- وفي أغسطس 2016، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، دول الغرب بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، وفي عام 2017 أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن استراتيجية جديدة بشأن إيران تتضمن فرض عقوبات إضافية، وفي مايو الماضي، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي الإيراني.