وسقط الرئيس التركى الإخوانى رجب طيب أردوغان فى الوحل، سقط أخلاقياً وهو يحاول استغلال الوفاة الطبيعية للمعزول محمد مرسى أثناء محاكمته بتهمة التجسس لجنى ربح سياسى، وتصفية حساباته مع الشعب المصرى الذى ثار على حكم مرشد الجماعة الإرهابية فى 30 يونيو، تلك الثورة الأعظم فى التاريخ الإنسانى كله، التى بدت كالعصا التى هوت على مؤخرة أردوغان -أقصد مؤخرة رأسه طبعاً- فأدخلته فى غيبوبة لم يفق منها حتى الآن، و«زغللت» عينيه، ولم يعد من بعدها يدرك أو يرى أن حلمه بدولة الخلافة لم يكن إلا وهماً فى خياله.
لم يراع هذا الأردوغان أن للموت جلاله وحرمته، وليس محلاً للمتاجرة بشعارات ساذجة وتافهة تكشف بوضوح -أو تؤكد ما كشفه عامة الناس- عن ضحالة فكر جماعة الإخوان الإرهابية، وضيق أفق قياداتهم، وانتهازية أنصارهم فى الداخل والخارج من المنتفعين بأموالهم المتدفقة عبر الحقائب الدبلوماسية بمعرفة أجهزة مخابرات راعية لمشروعهم المختوم بخاتم قوى الاستعمار العالمية.
نسى الأردوغان التركى وهو يتدخل فى الشأن الداخلى المصرى الوزن الإقليمى لمصر، ودورها الرائد والمحورى فى المنطقة وحوض المتوسط، وتغافل عن متانة العلاقة بين المصريين وقيادتهم، واعتزازهم بجيشهم القادر على التصدى لكل من يحاول -مجرد المحاولة- استهداف وحدتهم أو العبث بمقدراتهم.
ما يثير الدهشة أن هذا الأردوغان وهو يستهدف مصر شعباً وقيادة إرضاء لجماعته الإرهابية، يمارس أبشع أنواع القمع ضد معارضيه داخل تركيا، وامتلأت سجونه عن آخرها ليس بالمدنيين والصحفيين فقط، وإنما بأفراد وقادة الجيش التركى ممن استشعروا خطر حكم هذا الإرهابى لدولتهم، ولأن الشىء بالشىء يذكر، فإن منظمة «هيومان رايتس ووتش» لا ترى ما يحدث داخل تركيا من أردوغان وعصابته من انتهاك واضح لكل معايير حقوق الإنسان، والمواثيق والأعراف الدولية، ولم تصدر تقريراً واحداً، ولو من باب ادعاء النزاهة والحيادية.
أردوغان بتطاوله على مصر أكد ضلوعه فى دعم الإرهاب، ودعمه وإيواءه لأعضاء جماعته الإرهابية، وغيرها من جماعات العنف وميليشيات التكفير فى أنحاء منطقتنا العربية، وهو ما يستوجب بحث إمكانية ملاحقته جنائياً كمجرم حرب، خاصة أن أياديه ملوثة بدماء أشقائنا العرب فى أكثر من دولة خاصة فى سوريا وليبيا.
ولهذا الأردوغان أقول: إن إرادة المصريين التى أسقطت حكم جماعتك الإرهابية ما زالت قوية، ولن تنكسر أمام هجومك المتهافت، أو تمويلك لحملات ممنهجة ضد الدولة المصرية، وتذكر أن الشعب المصرى هو من اختار قائده بإرادته الحرة، وأن الثقة المتبادلة بين الشعب والقائد بلا حدود، ونحن المصريين تجاوزنا مرحلة التشكيك فى ثوابت الدولة الوطنية، ولم تعد تنطلى علينا أكاذيب الدعوة لدولة دينية يحكمها أفاكون وخونة وجواسيس.
عموماً لا أطلب منك الكف عن محاولاتك اليائسة لجمع أشلاء جماعتك الإرهابية، لكننى أنتظر أن أراك مخلوعاً ومسجوناً، فهذا مصير الأغبياء ممن وصلوا لحكم بلادهم فى غفلة من شعوبها.