من لا يحترم عقله لا يحترم -بالضرورة- نفسه!
ومن لا يحترم نفسه لن يحترم -بالضرورة- عقله!
ومن لا يحترم عقله ونفسه لن يحترم عقل ونفوس الناس!
ومن لا يحترم الناس -بالضرورة- خاسر وهالك لا محالة مهما طال الزمان أو قصر!
لعبة خداع الجماهير، هى لعبة قصيرة العمر الافتراضى، قد تنجح فى بدء الأمر لفترة محدودة، لكن سرعان ما يشرق نور الحقيقة وينكشف المستور ويظهر الباطن على السطح.
وهنا فقط تصدق تلك المقولة الكلاسيكية «قد تخدع بعض الناس، بعض الوقت، لكنك لا تستطيع خداع كل الناس كل الوقت».
ومن العبارات الحاكمة فى هذه المسألة قول أستاذنا نجيب محفوظ عن العقل: «العقل الواعى هو القادر على احترام الفكرة حتى لو لم يؤمن بها» (!)
أهم ما فى احترام العقل، أن الحقيقة تعلو ولا يُعلى عليها!
أخطر ما يهدد العقل أن يكون الولاء لأيديولوجية أو مذهب أو طائفة أو حزب أو منطقة جغرافية أو عائلة أو طبقة أو عرق أو جنس صاحب التأثير الأعظم على عقل ونفس الإنسان.
أسوأ أنواع الاحتلال هو أن تكون محتلاً من أفكار وولاءات جامدة غير قابلة للتأثر أمام أى حقيقة.
قمة التحرر أن تخلصك الحقيقة من جحيم الجمود!
فن التمثيل ليس قاصراً على الفنانين الهواة والمحترفين، لكنه فن قد يتقنه الجميع.
بعض الشخصيات العامة قد يمثل عليك دوراً ليس حقيقته، وقد يلعب عليك لعبة الأمانة والصدق والشرف، والإيثار والكرم والعطاء، والشجاعة، والوطنية، لكنه فى أعماق أعماقه عكس تلك الصفات على طول الخط.
انخدعت الجماهير منذ بدء التاريخ بعقل قيصر روما، ثم اكتشفت جنونه، وانخدعت ببطولة جنكيز خان ثم اكتشفت وحشيته، وانخدعت بعبقرية نابليون بونابرت العسكرية، ثم اكتشفت أكذوبته، وانخدعت بمسيلمة الكذاب، ثم عرفت كذب نبوته، وانخدعت بقومية صدام، ثم اكتشفت بعثيته، وانخدعت بأصول أوباما المسلمة، ثم اكتشفت أكذوبته!
كل من كذبوا على شعوبهم والعالم كذبوا -أولاً- قبل أى شىء على أنفسهم، وباعوا الوهم لها، وقاموا «بغسيل مخ ذاتى» لضلالات وأوهام شريرة وفاسدة.
فى عالم تسيطر عليه الأكاذيب من كل الوسائل الإعلامية، وأصبح فيه تزوير الحقائق صناعة، وتغلب فيه الانطباع المختلق على الحقيقة الراسخة، تصبح مهمة اكتشاف الخلل فى عقول ونفوس من نتعامل معهم، ومن يؤثرون فى حياتنا مسألة حياة أو موت لا غنى عنها.
العقل البشرى قد يكون نعمة أو نقمة على صاحبه، لذلك يصدق قول المفكر هيجل: «العقل يجمع الناس، والفهم يفرقهم»!!